عبادة وفضل. ثقة فى الحديث (١) ، لا يختلف فيه (٢) ، حاذق فى الفقه (٣) ، يلزم الرباط (٤). وكان أحد الزهّاد فى الدنيا ، وكان من خيار خلق الله «تعالى» ، ومناقبه كثيرة. حدثنى إبراهيم بن محمد الضحّاك ، قال : سمعت المزنى يقول : عانيت غسل الموتى ؛ ليرق قلبى ، فصار ذلك لى عادة (٥).
* ذكر من اسمه «أسميفع» :
١٣٣ ـ أسميفع (٦) بن الشاعر بن يريم (٧) بن فهد الرعينى : من أهل عنّة. ويقال : إنها قرية باليمن. حدّث عن حذيفة بن اليمان. حدّث عنه ابنه «عثمان بن أسميفع». وقد روى عمرو بن جابر الحضرمى ، عن أسميفع. وأحسبه هذا ، وكان شاعرا (٨).
١٣٤ ـ أسميفع بن وعلة بن يعفر بن سلامة بن شرحبيل بن علقمة السّبائى : وأمه أنيسة بنت ربيعة بن نمر البجيرىّ من حضرموت. وأسميفع هذا آخر ملوك سبأ ، عليه قام الإسلام. هاجر فى خلافة عمر بن الخطاب. وشهد الفتح بمصر ، واختط بها ،
__________________
(١) وفيات الأعيان ١ / ٢١٨ ، وتاريخ الإسلام ٢٠ / ٦٨ ، والمقفى ٢ / ٩٣. وذلك بخلاف ما ورد فى (الوافى بالوفيات ٩ / ٢٣٩) : أن المزنى رأس فى الفقه ، ولا معرفة له بالحديث كما ينبغى. ولا أعتقد صواب ذلك ؛ لأن صحة رواية وفهم الحديث أساس مهم للفقيه.
(٢) أورد محققا (وفيات الأعيان ١ / ٢١٨ ، والمقفى ٢ / ٩٣) العبارة ، وضبط الأخير الفعل (يختلف) فيها بالبناء للمعلوم ، على نحو أدى إلى غموض معنى الجملة ، وذلك على النحو الآتى : «ثقة فى الحديث ، لا يختلف فيه حاذق فى الفقه». فقمت بتعديل فى علامات الترقيم ، وبنيت الفعل للمجهول ؛ كى يتضح المقصود.
(٣) المقفى ٢ / ٩٣. وفى (وفيات الأعيان) ١ / ٢١٨ : من أهل الفقه.
(٤) تاريخ الإسلام ٢٠ / ٦٨ ، والمقفى ٢ / ٩٣.
(٥) السابق ٢ / ٩٣. وزاد الصفدى فى (الوافى بالوفيات) ج ٩ ص ٢٣٩ : أنه كان يغسّل الموتى ؛ تعبدا وديانة ، وأنه غسّل الشافعى.
(٦) كذا وردت مضبوطة بالشكل فى (الإكمال ١ / ٨٩). وفى التعريف ب (ذى الكلاع) المسمّى ب (أسميفع) ذكر ابن حجر فى (الإصابة) ٢ / ٤٢٨ ذلك الضبط بالحروف. وأضاف أنه يقال :
(سميفع) بفتحتين. وأعاد ضبطه بالحروف فى (السابق) ٣ / ١٨٥. وفى (السابق ٣ / ٢٦٦) : ذكر أن السّمفعة هى الإقدام ، والجرأة (نقلا عن ابن دريد). وقال ابن حجر : ووهم من ضبطه بالقاف ، وكذلك من ضمّ أوله ، فصيّره مصغرا (أسميفع).
(٧) وردت مضبوطة بالشكل بفتح الياء فى (الإكمال) ١ / ٢٤١.
(٨) السابق (قال ابن يونس).