علي بن أبي طالب ، وهو يومئذ أصغرهم ، فقال له : «اجلس» ، وقدّم إليهم الجذعة والفرق [من](١) اللبن فصدروا عنه حتى أنهلهم وفضل منه فضلة.
فلما كان في اليوم الثاني أعاد عليهم القول ، ثم قال : «يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رءوسا ، ولا تكونوا أذنابا ، فمن منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي ، وقاضي ديني ، ومنجز عداتي؟» فقام إليه علي بن أبي طالب فقال : «اجلس».
فلما (٢) كان اليوم الثالث أعاد عليهم (٣) القول ، فقام علي بن أبي طالب ، فبايعه بينهم ، فتفل في فيه ، فقال أبو لهب : بئس ما جبرت (٤) به ابن عمك ، إذ أجابك إلى ما دعوته إليه ، ملأت فاه بصاقا.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد ، نا جعفر بن عبد الله بن جعفر المحمّدي ، نا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبي رافع قال :
كنت قاعدا بعد ما بايع الناس أبا بكر ، فسمعت أبا بكر يقول للعبّاس : أنشدك الله هل تعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم وجمعكم دون قريش ، فقال : «يا بني عبد المطّلب إنّه لم يبعث الله نبيا إلّا جعل له من أهله أخا ، ووزيرا ، ووصيا ، وخليفة في أهله ، فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي» ، فلم يقم منكم أحد ، فقال : «يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رءوسا ولا تكونوا أذنابا ، والله ليقومنّ قائمكم أو لتكونن في غيركم ثم لتندمنّ» ، فقام علي من بينكم فبايعه على ما شرط له ، ودعاه إليه ، أتعلم هذا له من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : نعم [٨٣٨٢].
أخبرنا أبو طالب [علي](٥) بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن [بن الحسين](٦) أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن
__________________
(١) زيادة عن المختصر والمطبوعة ، وهي فيهما مستدركة بين معكوفتين.
(٢) من قوله : «اجلس» في المرة الأولى إلى هنا سقط من م.
(٣) الأصل : إليهم ، والمثبت عن م و «ز» ، والمختصر.
(٤) كذا بالأصل وم والمختصر ، وفي المطبوعة : جزيت.
(٥) الزيادة عن م.
(٦) الزيادة عن م.