وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن علي أمثل من هذا مرفوعا ، والصحيح أنه موقوف من قول عليّ.
قرأت (١) على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجندي ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ (٢) ، نا الوليد ، نا هشام بن سعد ، عن نافع أنه حدّثه أن (٣) عظيم أنباط الشام ، قال :
يا أمير المؤمنين إنا قد صنعنا لك وللمسلمين طعاما ، فإن : رأيت أن تحضره ، فقال : وأين؟ فقال : في الكنيسة ، فقال عمر : إنّ في كنائسكم الصور ، والملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ، وإنا لا ندخل بيتا لا تدخله الملائكة.
قال الوليد : فحدّثنا عبد الله بن زياد بن سمعان ـ وهشام بن سعد يسمع ـ أنّ نافعا حدثه نحوا من حديثه هذا ، وقال : إنّ نافعا حدّثهم به أنهم قالوا : يا أمير المؤمنين قد أنفقنا عليك نفقة ، وكلّفنا فيه مئونة ، فقال عمر : يا علي (٤) انطلق فتغذّ وغذّ الناس ، فقعد علي ، فجعل يتغذا ، ويغذي الناس ، وعلي ينظر إلى تلك الصور التي في كنيستهم ويقول : ما كان على أمير المؤمنين أن لو دخل وتغذى؟
ومما يقوي هذه الحكاية ما.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي (٥) أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الرّزّاق ، نا معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن أسلم مولى عمر.
أن عمر حين قدم صنع له رجل من النصارى طعاما ، فقال لعمر : إنّي أحبّ أن تجيبني وتكرمني أنت وأصحابك ، وهو رجل من عظماء الشام ، فقال له عمر : إنّا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها ـ يعني التماثيل ـ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني إبراهيم بن هانئ ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول :
__________________
(١) الأصل : أنبأنا ، والمثبت عن م و «ز».
(٢) الأصل وم ، وفي المطبوعة : عابذ.
(٣) الأصل : عن ، والمثبت عن م و «ز» والمطبوعة.
(٤) بالأصل : «فقال : يا عمر انطلق» ، صوبنا العبارة عن م و «ز».
(٥) الأصل : الفزاري ، تصحيف والتصويب عن م ، والسند معروف.