وكذلك قتل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي (١) بصفّين وكان من مشاهير الفرسان ، فتمثّل فيه معاوية بقول حاتم الطائي :
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها |
|
وإن شمّرت يوما به الحرب شمّرا |
كليث هزبر كان يحمي ذماره |
|
رمته المنايا قصدها فتفطّرا (٢) |
ولمّا غطّاه عبد الله بن عامر (٣) بعمامته وواراه قال له معاوية : لقد واريت كبشا من كباش القوم وسيّد خزاعة غير مدافع.
وكان عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه إذا رأى همدان وغناها في الحرب يوم صفّين يقول [س ١١٧] :
ناديت همدان والأبواب مغلقة |
|
ومثل همدان سنى فتحة الباب |
كالهندوانيّ لم تفلل مضاربه |
|
وجه جميل وقلب غير وجّاب (٤) |
__________________
(١) عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ٣٧ ه ـ ٦٥٧ م : صحابي ، كان من الدهاة الفصحاء ، انتهت إليه السيادة في خزاعة. أسلم يوم الفتح ، شهد حنينا والطائف وتبوك. وقاتل مع عليّ بصفّين ، فكان قائد الرجالة ، وكاد يصل إلى معاوية فتكاثر عليه أصحاب معاوية فقتل. الإصابة ٤ : ٣٩ برقم ٤٥٥٠ والأعلام ٤ : ٧٣.
(٢) البيت الأول في ديوان حاتم الطائي ص ٢٥٦ ق ٦٨ ب ٢٠ والبيت الثاني من فوائت الديوان.
(٣) عبد الله بن عامر ٤ ـ ٥٩ ه ـ ٦٢٥ ـ ٦٧٩ م : عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة الأموي ، أبو عبد الرحمن ، أمير فاتح ، ولد بمكة ، وولّي البصرة في أيام عثمان سنة ٢٩ ه فوجه جيشا إلى سجستان فافتتحها صلحا وافتتح بلادا كثيرة حتى كابل. شهد وقعة الجمل مع عائشة ولم يحضر صفّين. ولّاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس على خلافته ثم صرفه عنها. فأقام بالمدينة ومات بمكة بعرفات. كان شجاعا سخيا وصولا لقومه رحيما محبا للعمران. قال الإمام علي : ابن عامر سيد فتيان قريش. الإصابة ٥ : ٦١ برقم ٦١٧٥ والأعلام ٤ : ٩٤.
(٤) الخبر في العقد الفريد : ٣ : ٣٩٠ ونسب إليه (إلى علي) صاحب العقد في الموضع نفسه أنه قال : ـ