بآراء سيده ، ويقاسم مواطنيه تحيزهم ضد السكان الأصليين. هناك كره متبادل ، ومتمكن وعداوة لا تقبل المصالحة بين الأتراك والعرب وبين العرب والأتراك. وإن المثل القائل : معاملة التركي للموريّ (١) Maure ، هي في هذه الحالة أكثر صحة من أي وقت مضى ، وكلمة مور هنا مرادفة لكلمة عربي.
كان العثمانيون باعتبار أنهم الغالبون ، يعاملون الشعب المغلوب بغطرسة ، وبطغيان / ١٥٧ / لا يمكن احتماله. أمّا العرب فإنهم ، من ناحيتهم ، جنس مستقل ومعتز بنفسه ، ويكنّون لحكامهم الغرباء حقدا لا يترك مكانه إلّا للاحتقار ؛ يغتاظون من جهلهم ، ويسخرون من طريقتهم السيئة في التحدث بالعربية ، ويأخذون عليهم أيضا ، أنهم لا يحسنون قراءة القرآن في المصحف ، وأنهم لا يعرفون أداء الصلوات بشكل صحيح. وإن غدرهم هو الذي يثير العرب على وجه الخصوص ؛ فهم لا يشيرون إليهم إلا باسم : الخونة ، وهم في هذا السياق يستهزئون بلقب" خان" الذي يحمله كبار رجال الدولة ، فيحولونه من اسم إلى فعل يدل على الخيانة ، وإليكم القصة التي يروونها في هذا الموضوع. أخلف أحد السلاطين وعده لأحد العرب ، فما كان من هذا إلّا أن نعته بسلطان خان ، ففهم العثماني لجهله أن هذه الشتيمة لقب تشريف ، فأضافه إلى الألقاب الأخرى التي يحملها من قبل ، وأورثه لذريته. وإن كلمة" تركي" إهانة ، حتى لو
__________________
(١) استخدم المؤلف هنا كلمةMaure وهي كلمة من أصل لاتيني Maurus وهي بالإسبانيةMoro أطلقت على سكان موريتانيا الحالية والمغرب ويسمون أيضا بالموريسكيين Mauresques ؛ انظر : كتاب د. صلاح فضل ، ملحمة المغازي الموريسكية ، القاهرة ، ١٩٨٨ م.