لشهيد (١). لقد قام بيرتون بعد فترة من زمن رحلته ولقائي به بزيارة القبائل المتعصبة التي تقطن حول مدينة عدن ، وقد كان منذ وقت قريب يفكر في محاولة العبور من شاطئ زنجبار إلى النيل الأبيض عبر خط الاستواء. وهو مشروع كان يشغل حيزا كبيرا من تفكيره منذ أن لقيته.
كنا ذات مساء نخيم قرب المحطة رقم (٨) بعد يوم من السير قطعنا فيه عشر مراحل ، وكانت مشاهد الغروب تتكرر متطابقة في التفاصيل ؛ فالشرق ، / ١٤ / كما نعلم ليس بلد التنوع ، ما فعلناه البارحة سنفعله غدا وبعد غد ، وهكذا دواليك في كل
__________________
ـ والروض العاطر ووضع شروحات لها تضمنت عصارة أفكاره وتجاربه ، ومنح لقب" فارس" في عام ١٨٨٦ م قبل أن يتوفى في عام ١٨٩٠ م. وقد طبعت رحلة بيرتون في مجلدين في لندن ١٨٩٣ ، وأعيد طبعها جزئيا في نيويورك Dover Publication ، عام ١٩٦٤. وقد ترجمت رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز ، ترجمة وتحقيق د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ج ١ ، ١٩٩٤ م ، ج ٢ ، ١٩٩٥ م. وانظر في حياة بيرتون كتاب : الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية ، لروبن بدول ترجمة د.
عبد الله نصيف ، الرياض ١٤٠٩ ه / ١٩٨٩ م ، ص ٥٤ ـ ٦٦ ، وكتاب التراث الشعبي في أدب الرحلات ، مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ، الدوحة ١٩٩٥ م ، ص ٣١ ـ ٦٠. وانظر حديث ناصر الدين دينيه عن رحلة بيرتون في كتابه : الحج إلى بيت الله الحرام ، وقد ترجمنا الفصل المخصص للحديث عن رحلات الغربيين في كتاب دينيه وسيظهر مضمنا في مقالنا : ناصر الدين دينيه وكتابه" الحج إلى بيت الله الحرام" الذي سينشر في مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية.
(١) نشرت المجلة البريطانية ، كما علمت ، بذلك قطعا من هذه الرحلة (المؤلف).