أيدي أربعة آلاف من أهل البصرة كلهم يطلبون بدم عثمان فدونكما فاستقيلا أمركما.
فأتيا عليا عليهالسلام فقالا له إئذن لنا في العمرة ، فقال : والله إنكما تريدان العمرة وما تريدان نكثا ولا فراقا لامتكما وعليكما بذلك أشد ما أخذ الله على النبيين من ميثاق؟ قالا : نعم. قال : انطلقا فقد أذنت لكما ، قال : فمشيا ساعة ، ثم قال : ردوهما فأخذ عليهما مثل ذلك ، ثم قال : إنطلقا فاني قد أذنت لكما ، فانطلقا حتى أتيا الباب ، فقال : ردوهما الثالثة ، ثم قال : والله إنكما تريدان العمرة وما تريدان نكث بيعتكما ، ولا فراق امتكما ، وعليكما بذلك أشد ما أخذ الله على النبيين من ميثاق ، والله عليكما لذلك راع كفيل ، قالا : اللهم نعم قال : أللهم اشهد ، اذهبا وانطلقا ، والله لا أراكما إلا في فئة تقاتلني (١).
وعنه عليهالسلام ، قال خطب أمير المومنين عليهالسلام : فقال : سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألونني عن فتنة يضل فيها مائة ويهتدي فيها مائة إلا أخبرتكم بسائقها وناعقها إلى يوم القيامة حتى فرغ من خطبته (٢).
قال : فوثب إليه بعض الحاضرين فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني كم شعرة في لحيتي؟ فقال : أما أنه قد أعلمني خليلي رسول الله صلىاللهعليهوآله إنك تسألني عن هذا ، فوالله ما في رأسك شعرة إلا وتحتها ملك يلعنك ولا في جسدك شعرة إلا وفيها شيطان يهزك ، وإن في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابن رسول الله ، قال أبو جعفر عليهالسلام : وعمر بن سعد لعنه الله يومئذ يحبو (٣).
ـــــــــــــــ
١ ـ أعيان الشيعة ١ / ٤٤٨ الطبعة الكبيرة. غزوات أمير المؤمنين / ٥٤. أعلام الورى / ١٦٩.
٢ ـ الغدير ٦ / ١٩٣ و ١٩٤ وج ٧ / ١٠٧ و ١٠٨.
٣ ـ الارشاد ١ / ٣٣١ بسنده عن زكريا بن يحيى القطان ، عن فضل بن الزبير عن أبي الحكم قال : سمعت مشيختنا وعلماءنا يقولون ـ الحديث ـ أعلام الورى / ١٨٦. البحار ٤٤ / ٢٥٦. شرح ابن أبي الحديد ١ / ٢٥٣ نقلا عن كتاب الغارات لابي هلال الثقفي. كامل الزيارات / ٧٤.