في منطقة (شهرزور) ، أما في الشتاء فيقطنون (شروانه) على ضفاف نهر (ديالى).
١٩ أيار :
لم يحدث ما يستحق الذكر صباح اليوم وقد زارني بعد الظهر عبد الله باشا ، وبما أنه لا يتميز بوفرة الاطلاع في أحوال بلاده ، فلم أظفر بالكثير من المعلومات المجدية من محادثته. فقد تكلم عن مناخ السليمانية وعن البرد الذي يشتد شتاء وعلى الأخص عندما تهب الرياح الشرقية الشديدة. وقد تكسو الثلوج الأرض أحيانا مدة تتراوح بين الستة أسابيع والشهرين ، وذلك لتوالي سقوطها مرة إثر أخرى مما يحول دون ذوبان ما سقط منها سابقا. وقد تساقطت ثلاثا وعشرين مرة قبل عامين. أما المناخ في الصيف فلطيف ، إلا إذا هبت الرياح الشرقية وهي تهب بشدة هائلة لمدة ثمانية أو عشرة أيام متوالية في بعض الأحيان ، ومثل حر هذه الرياح المنهكة للقوى في الصيف مثل بردها القارص في الشتاء. والغريب في أمر هذه الرياح إننا لا نجدها في أي اتجاه كان على بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من السليمانية. ويقال إن منطقة شهرزور (١) حيث
__________________
(١) تمتد منطقة شهرزور إلى قرب جبال (آورومان ـ هاورامان) وعاصمتها (كل عنبر) أو (غول آمبه ر) كما يسميها الأتراك ويضطر سكانها إلى الرحيل عنها صيفا إلى (كوجه ل ـ (Kochel وهو موقع بارد في سفوح جبال (آورومان). إن المسافة من السليمانية إلى (آربه ت) ثلاثون ساعة ، وهنا تبدأ منطقة شهرزور ، ومن (آربه ت) إلى (كل عنبر) حيث تنتهي المنطقة ثماني ساعات. وفي (آربه ت) استخرج عبد الرحمن باشا مقادير كثيرة من الطابوق الخالي من الكتابة ، كما عثر على بعض المسكوكات فيها. وقد وعدوني بأنموذج منها. ووجد في (كل عنبر) مدفعين مطمورين تحت الأنقاض. ومنطقة شهرزور ملأى بالآثار القديمة كالطنوف والتلال ك (كه وره قه لا ـ القلعة الكبيرة) في طريق (زهاو) ، والكهاريز التي لا يزال الكثير منها صالحا للاستعمال ، وقد وجد الكثير من فخارات الرميم في أماكن عديدة منها. و (آربه ت) هو المكان