يرتدي البزة الإيرانية ، وبوجه امرأة خليعة ، هذا ومن الغريب جدّا أن نرى الإيرانيين يؤثرون عن الإسكندر كونه شابّا ، أمرد وسيم الطلعة.
وكانت واجهة البهو مكشوفة ، تدعمها الأعمدة وفي منتهاه مقصورة يطلق الإيرانيون عليها اسم (شاه نشين) ، وهي على جانب عظيم من الزخرف وفي وسطها حوض ماء صغير وتفصلها عن البهو نوافذ زجاجية تسدل عند الاقتضاء. ويسمى هذا النوع من البهو بالتالار «الطرار» ـ إيوان ، وهذه كلها تقليدا لأبنية الصفويين في (أصفهان). إن سعة هذا الإيوان عدا المقصورة خمسون قدما طولا وخمسة وعشرون قدما عرضا.
وإذا ما انعطفنا نحو زاوية ذلك الإيوان المزدان بالأنجم والأوراد نجد بهو الاستقبال الجديد الذي بناه أمان الله خان قبل نحو أربع سنوات.
وهذه الغرفة أكبر من الإيوان ، تسد واجهتها نوافذ ذات رسوم بديعة. وهي غرفة فخمة جدّا ، والإزارة منها من المرمر الشفاف قليلا ، أو من الرخام المعرق وقد لونت الإزارة تلوينا جميلا وموهت بالذهب بذوق سليم وألوان متناسقة. وكانت درجات السلم من الرخام المعرق ذاته ، وقد جيء به من تل على طريق همدان ، وقد استخرج من الأرض بعناء شديد. ولكن مما ألحق الضرر البالغ بجمال الردهة ما رسم على الأقسام العليا من جدارها من الرسوم البخسة وهي أشبه ما تكون برسوم اللافتات ؛ وهي تمثل الملك سليمان ، وملكة سبأ ، ومعركة دلهي ونادر شاه يعيد التاج إلى المغول ورسوم أخرى تمثل حوادث مماثلة. والأنكى من كل ذلك وجود صور منتصبة زعموا أنها تمثل إمبراطور روسي ، وأمير الغال ، وحاكم الهند العام وملك الأسبان وإمبراطور ألمانيا ، وبونابرت وهو يحمل بيده بندقية وحربة. لقد كانت كلها رسوم سمجة لا تمت إلا هؤلاء بشبه لا في السيماء ولا في القيافة ، إلا رسم إمبراطور روسيا الذي إذا نظرت إليه عرفته لأول وهلة. وقد رسموا أيضا جلالة الشاه الإيراني بلحيته المرعبة وهو مثقل بالمجوهرات. وعلى جانبي البهو شرفتان