الفصل الأول
الرحيل من دار الإقامة ـ كيفية السفر ـ وصف جماعتنا ـ الزوابع ـ
كفري ـ الخرائب الساسانية ـ ضيافة رئيس عشيرة البيات ـ
منابع النفط في (طوز خورماتو)
* * *
تخلصا من حر صيف من أصياف بغداد الشديد ، عزمت هذا العام على زيارة جبال كردستان ، إذ قيل لنا بأننا سنلاقي فيها مناخا يختلف اختلافا كليّا عمّا هو في بغداد (١) ، ولما كانت كردستان بلادا غير معروفة
__________________
(١) إنه لمن الصعب أن أتصور أن الحرّ الذي يعم بغداد لمدة خمسة أشهر على وجه التقريب ، يضاهيه أي حرّ آخر في أي جزء من العالم ، وقد ندرك ذلك بعض الإدراك إذا ذكرنا بأن الأهلين في الأشهر من نيسان إلى تشرين الأول يضطرون إلى الالتجاء خلال حر النهار ، إلى السراديب ، وإلى النوم ليلا فوق سطوح بيوتهم ، أما غرف البيوت في تلك المدة ، فلا يمكن سكناها. وترتفع درجة الحرارة عادة في شرفة مفيأة إلى ١١٥ درجة ، وقد شاهدت ارتفاعها حتى ١٢٠ درجة في وسط النهار ، وإلى ١١٠ درجات في العاشرة ليلا ، وقد أزعجتنا كثيرا رياح السموم الحارة المحرقة ، وأما رائحتها فكبريتية قوية ـ الناشرة.