ينعطف شمالا وقليلا نحو الغرب ويتصل بنهر (قالا جوالان) عند (ماوه ت) فيتجه النهران إلى (آلتون صو). وكانت مياهه في محل عبورنا على ارتفاع مع ركاب الخيال ، لبضع خطوات ثم يصبح ضحضاحا ، عرضه حوالي اثنتي عشرة ، أو خمس عشرة ياردة ، ولكن مسيله أوسع من ذلك وكثيرا ما يصعب عبوره في الشتاء إلا بالرماث «الأكلاك».
لقد أصبحت الأرض الآن طباشيرية ، وانحدرنا إلى سهل (شار بازير) وبعد مدة قليلة ميزنا أليفنا القديم جبل (غودرون) وتلال (كويزه) ، وهي جرداء متناسقة ممتدة ما امتد البصر كالأسوار ذات الأبراج. لقد أصبحنا الآن في بقاع الأحجار الرملية ، والتكتلات الصخرية ، وقد تضاءلت الأشجار بل وانعدمت إلا في أماكن وأماكن. وفي التاسعة إلا ثلثا هبطنا واديا ضيقا كونه نهر (قالا جوالان) (١) وسرنا إلى حيث مدينة (قالا جوالان) ، العاصمة القديمة لهذا الجزء من كردستان. بنيت المدينة في هذا المضيق ، لأنه تبدو أن الكرد يفضلون هذه المواقع المنخفضة المستورة ليشيدوا فيها مدنهم وقراهم ـ لم يبق من المدينة أثرا ، إلا بعض الأكواخ الحقيرة للقرويين الذين يقطنون المكان ـ ترجلنا في (سليمان آوه) أو (سليمان آباد) وهي حديقة مندرسة كان قد غرسها (سليمان به به) جد العائلة البابانية الشهير. وهذا الوادي مشهور بفواكهه الطيبة وخاصة الأعناب والرقي منها ، وتصدر منه فواكه السليمانية كلها.
__________________
(١) إن نهر (قالا جوالان). هو نهر (تان كووزي) ـ راجع حواشي الصفحة ١٦٥ بذاته الذي يتجمع باتجاه (دوله دريز) ويمر بين جبال (كورره كازاو) ويبلغ عرض مجرى (قالا جوالان) نصف الميل تقريبا غير أن مياهه في هذا الموسم منخفضة ، إذ تستغل في مزارع الرقى والحقول الأخرى. وتصب فيه قبالة مدينة (قالا جوالان) مياه (جون كوره) المنحدرة من (سروجك) ويتعاظم نهر (قالاجوالان) في الشتاء والربيع وكثيرا ما يملأ مجراه بكامله. ويوجد على مسافة أخرى باتجاه مجراه جسر مشيد من أغصان الصفصاف ملقاة على أعمدة حجرية ، وقد جرفته المياه في الشتاء الماضي.