أبدى محمد رأيه الحاسم فيه. ذكرت مرة تاريخ الإسكندر لمؤلفه (آريه ن) فأبدى عمر آغا رغبة شديدة في الوقوف على الحوادث الواردة في مثل ذلك المصدر القديم الموثوق به. وعندما سردت عليه القصة ، وكان يبدو أنني تطرقت إلى أمر يناقض العقيدة الإسلامية قال أحد الكرد الشنكيين من الحاضرين بأن ذلك التاريخ قد يكون قديما كقدم الإسكندر نفسه ، لذلك لا يمكن الوثوق به ، إذ إن نبينا قال كذا وكذا فيه. وهذا ما أخمد في عمر آغا رغبته في الاطلاع على هذا الكتاب وقد أردف الشنكي قائلا : «كان اليهود والنصارى في زمن الرسالة يوجهون إلى محمد الأسئلة المتنوعة في حوادث تاريخهم القديم امتحانا له ليروا فيما إذا كان يجيبهم صوابا أم خطأ وليظهر لهم رسالته السماوية. وقد أجابهم على أسئلتهم بكلام الله ، وهو محفوظ في القرآن وفي الحديث.
ويعتقد بعض المسلمين أن الإسكندر الكبير كان نبيّا ، ويعتقد البعض الآخر أنه بطل من الأبطال ، كما يعتقد بعضهم بنبوة لقمان ، والآخر بولايته (١).
__________________
(١) أنقل الملحوظة التالية من كتاب المكتبة الشرقيةBibiliothe ? que Orientale لمؤلفه (هه ربى لوت) «إن السورة ٣١ من القرآن هي سورة لقمان» ، ويدّعي محمد أن الله قال : وآتينا لقمان الحكمة .. إلخ. من الآية ـ ويدّعي بعض العلماء المسلمين بأنه كان ابن أخت أيوب ، وعليه فهو وارث للنبوة حقّا وأنه كان نبيّا. ويدّعي أحد المؤرخين بأنه أحد أولاد باعور بن ناقور بن تارح وهكذا يصبح ابن أخ إبراهيم. ويخبرنا مؤرخ آخر بأنه ولد في عهد داود وعاش حتى عهد يونس وعلى هذا نستطيع أن نقول إنه عاش بضعة قرون بل إن بعض المؤرخين يدّعي بأنه عاش ثلاثمائة عام. هذا وإن أكثر العلماء المسلمين يتفقون بأن لقمان لم يكن في عداد الأنبياء ، فقد كان وضيع المولد ، وكانت مهنته التجارة أو الخياطة ، ويقول البعض إنه كان راعيا. ويتفق الجميع على أنه كان من نوبيّا أو من الحبشة أي من الزنج ، ذوي الشفاه الغليظة الذين يؤتى بهم من هذه البلاد ويباعون في الأسواق وكان لقمان منهم فجيء به وبيع إلى الإسرائيليين على عهد داود وسليمان. وفي يوم الأيام عندما كان في