الأماكن مرتفع أكثر إلى الجانب الغربي منه ، وهو يستمر بالانخفاض إلى أكثر من نصف الطريق إلى التلال المقابلة. وبعد ميل ونصف الميل تقريبا من السليمانية وصلنا إلى (تانجرو) أو نهر (سه رجنار) وهو الذي عبرناه في طريقنا من بغداد وقد أصبح الآن ساقية صغيرة ، وإن كان عرض مجراه لا يقل عن المائة ياردة وكانت قرية (ألياسه) ـ قلياسان ـ على ضفته اليمنى. وبعد مرورنا من قرية (باوين مرده) ـ باوه مرده ، أي الأب الميت ـ في التاسعة وخمس وعشرين دقيقة جئنا إلى قرية (كيله سبي) أو (ته به ره ش) وهي تقرب قليلا من أسفل الرابية التي نصبنا خيامنا عليها في طريقنا إلى السليمانية من بغداد. نزلنا هنا لقضاء اليوم بالرغم من رداءة القرية ، وكان القرويون جميعهم مشغولين بجمع محصول الأقطان ، وقد زاد حالهم في بهجة المنظر. والأرض في هذه البقعة يرويها جدول صغير يسيل جنوبا مع انحراف إلى الشرق ، فيصبّ في نهر (تانجرو) وكان جبل (غودرون) ـ بيره مه كروون ـ ونحن في هذا المكان ماثلا أمامنا كجدار صخري يمتد نحو الشمال الغربي والجنوب الشرقي. وكانت السلسلة الغربية من التلال مرئية لنا وهي أمامنا على بعد ميل ونصف الميل ، يحدها بوجه عام ، أفق أو خط صخري ، يزداد ارتفاعا كلما امتدت التلال إلى الجنوب. وكانت الصخور مرئية أيضا في جوانب التلال بأوصال متشققة ، وكأن التلال هذه كانت تلالا متفتتة. وإلى مسافة ميلين أو ثلاثة أميال إلى الشمال تتشعب من هذه التلال سلسلة منخفضة تتصل بجبل (غودرون) وكأنها تستر وادي السليمانية من ذلك الاتجاه. ويقع على هذه السلسلة المنخفضة طنف (كه رماوه) وبقاياه (١) وإلى أبعد من ذلك ، فيما وراء (غودرون) ، تشمخ صخور (كوور كوور) العظيمة الجرداء.
__________________
(١) يمر أحد الطرق بين السليمانية وكوى سنجاق ب (كه له وانان) ، ويستمر في منطقة (سورداش) متوازيا مع (غودرون) ، والمسافة ١٤ ساعة. انتهت الحاشية. وتسمى القرية عند هذا الطنف في يومنا هذا ب (كه رمه كاني) ـ المترجم.