مسافة اثنتي عشرة ساعة بمسيرة جواد سريع ، وبمسافة ثماني عشرة ساعة بمسيرة القافلة. ويوجد طريقان إليها ، فالواحد على الضفة اليمنى من النهر الذي يفترق من (كوى سنجاق) بعد ست ساعات منها والطريق بكامله متكسر ، تلي ، غير أنه لا يعترضه جبل يقتضي اجتيازه. وعلى الضفة اليمنى من النهر على بعد قليل من أسفل الجسر شاهدنا بعض المرافىء ومخازن الحبوب وغيرها. وفي هذا المكان تفرّغ الأرماث الواردة من (كوى سنجاق) أحمالها ، كما تشد وتحمل الذاهبة منها إلى بغداد. والنهر قابل لملاحة الأرماث بين (كوى سنجاق) ودجلة. وعرض النهر في أعالي المدينة يبلغ الميل الواحد تقريبا ، وهو يجري بفرعين يتصلان في أسفل المدينة بعد أن يستديرا حولها ويجعلاها كالجزيرة والفرعان لا يستهان بهما. وغالبا ما تجرف مياه النهر البيوت الكثيرة في الربيع وحينذاك تحيط المياه بالمدينة تماما وقد توحد الفرعان. ويسيل النهر في جانب الجسر الكبير عند جرف صخري «متحجر» على ارتفاع واحد مع الجسر تقريبا ، ثم يرتد الجرف المرتفع إلى مسافة ربع الميل وبعد ذلك يبدأ بالعلو تدريجيّا. وفي الجانب الشمالي سهل رملي صخري منخفض تحده تلال متكسرة على مسافة ميل واحد تقريبا. والظاهر أن هذه الفسحة كانت معرضة إلى طغيان مياه النهر في زمن من الأزمنة حتى حدودها التلية. وتلال (كي بير) بقممها المسطحة وسفوحها المتكسرة تحيط بنا من اليسار ، ويقال إنها تنتهي في منطقة (شه مامك) الكردية ، وإلى ما وراء هذه التلال في الاتجاه الذي يمر النهر من بينها نرى (قه ره جوق).
درجة الحرارة ـ في السادسة ق. ظ ٥٩ درجة ، و ٩٠ درجة ب. ظ و ٦٢ درجة ب. ظ.