من يساره جبل (قه ره جووق) وهو جبل يقال إنه يمتد حتى (الجزيرة) و (ماردين). وإلى يمين (مقلوب) نرى سلسلتين عموديتين من التلال. وهما تمران من (عقره) وتؤلفان مع (مقلوب) منطقة (ناوكور) (١) وهي منطقة غنية جدّا في إقليم (العمادية).
كانت الأرض تزداد تموجا كلما تقدمنا ، إلا أنها لم تكن مضرسة تضرسا كبيرا ولم تكن فيها ظواهر خاصة. وبين الفينة والأخرى كنا نشاهد ربوة أو ربوتين صغيرتين ، كان الطريق يتعقب الطريق نفسها التي شاهدتها في الجانب الآخر من أربيل. وفي الثامنة والنصف تقريبا اجتزنا موقع (كرده شير) ، وهو حصن صغير يعلو ربوة وقرية صغيرة في سفح الربوة ، ويقال إن هذا منتصف الطريق إلى الزاب. وبعد مدة وجيزة اجتزنا قرية (كرده شير) الصغيرة ، وهي عن يميننا. لقد أخذ مستوى الأرض الآن بالانخفاض وكان الزاب إلى يميننا وعلى ضفته قرية (بشير) وفي الحادية عشرة وصلنا إلى قرية (كلك) على ضفاف الزاب (٢) الحصوية وكانت ضفة النهر المقابلة لهذا المكان ترتد ثم تبرز في أسفل المجرى على حين ترتد الضفة التي نحن عليها ، ويتكون من ذلك سهل تتراوح سعته بين الميل ونصف الميل حيث يتشعب الزاب في هذا السهل إلى فرعين أو ثلاثة فروع. انحدرنا إلى هذا السهل ، فاجتزنا فرعين من الزاب لا يتجاوز عمق
__________________
(١) (ناوكور) وصف لموضع أو حالة المنطقة ـ وهي سهل يقع بين سلسلتين من التلال. فالتلال أو السلسلة الواقعة إلى شرق (ناوكور) هي امتداد لجبل (ازمر) ، وتسمى بجبال (عقره) ثم (ناوكور) و (زعفرانية): ـ (زاخو). وعلى هذا يكون أول جبل اجتازه (زه نيفون) والعشرة آلاف. واللّغة الكردية كغيرها من اللغات الجبلية غنية جدّا بالمصطلحات المتعلقة بوصف العوارض والحالات الطبيعية.
(٢) يطلق الكرد وأهالي هذه البلاد على نهر الزاب اسم (زه رب) ويظهر أن لفظة الزاب اقتبسها العرب عن اللّغة الكلدانية وأن اشتقاق هذه اللفظة كما أوردها (بوكارت) صحيح ومقبول.