الماء فيهما بضع عقد على أكثر تقدير. وفي الحادية عشرة والنصف وصلنا الفرع الرئيسي منه عند الضفة اليمنى وهي جرف حصوي. فعبرناه برمث. أما جيادنا وخدمنا فعبروه من مخاضة في أسفل المجرى ، حيث لا يكاد عمق الماء يزيد على الأربعة أقدام وحيث ينبسط المجرى إلى مسافة عريضة ، وكان عرض النهر في المكان الذي عبرناه منه لا يتجاوز الأربعمائة قدم في أضيق نقطة منه ، ولكنه في عمق يتراوح بين القامتين والثلاث قامات ونصف القامة. وكان التيار يجري بسرعة عقدتين أو ثلاث عقد وكان الماء شفافا ولونه بزرقة السماء ، ويفيض النهر غالبا في موسم الربيع فيطغى على السهل بكامله. وتقع قرية (اسكى كلك) اليزيدية على الجرف عند المعبر ، حيث قضينا ليلتنا ، وحيث شاهدنا الكثير من معارفنا اليزيديين (١) الذين كانوا في حراستنا في سفرتنا السابقة.
كان سيرنا بطيئا في الساعة الأولى من هذا اليوم ثم أصبح جيدا طيلة ساعات النهار الباقية ، وتقدر المرحلة الواحدة للقافلة بسبع ساعات ، إلا أننا قطعناها بخمس ساعات وخمس وخمسين دقيقة.
وتوجد مخاضات عديدة في النهر بين القرية ومصب الزاب بالقرب من (كشاف) عند دجلة ، التي تبعد مسيرة خمس ساعات (٢) ويتلاشى (الخازر) أو (بومادوس ـ Bumadus) بالزاب على مسافة ثلاث ساعات من
__________________
(١) وينعتهم الكرد البابانيون ب (داسني). انتهت الحاشية. (وذلك نسبة إلى جبل (داسن) الواقع إلى شمال الموصل حيث كانوا يقطنون ـ المترجم).
(٢) فيما يلي مخاضات نهر الزاب ـ (١) عند (سطيح) وهي قرية عربية بعد (كشاف) مخاض رديء جدّا ، عميق ، وقعره من أحجار كبيرة زلقة. (٢) عند شميسات وهي قرية عربية ؛ مخاض رديء بعد سطيح ، قريب من (أورده ك). (٣) مخاض بعد (أورده ك). (٤) عند أسكى كلك ـ كلك القديمة ـ وهو أحسن المخاضات كلها.
(٥) عند يني كلك ـ كلك الجديدة ـ. وهناك ثلاث مخاضات بعد يني كلك ، وهي تقع بين كلك الجديدة وبين الجبل ، ولم تكن أي من هذه المخاضات قابلة للعبور