الشرقي قياسها نحو سبعين قدما مربعا تحيط بها الأقواس من كل جانب ، ثم على ممرات ضيقة جدّا يظهر أنها كانت معقودة في أكثر أقسامها ، فإن قواعد أقواسها ما زالت قائمة ؛ ومن بعدها ساحة مكشوفة كالأولى ثم سياج أكبر. ويوجد في الشمال ممران ضيقان يحدهما سور السياج. ويصعب القول فيما إذا كانت هذه البناية جميعها مسطحة في الماضي شأن صحن القصر ، إذ إنني لم أشاهد في الساحة آثار أنقاض يمكن القول بأنها قد تساقطت من السطح لكن الممرات كانت معقودة بلا ريب.
وقد زعمت جماعتي في الحال أن هذا كان محل الخدم ، وفي الحقيقة أنهم زعموا أمورا اسوأ حدسا من هذا. وكانت البناية كلها من الصخور الرملية وكل ما شاهدته حتى الآن من الآثار الساسانية لم يترك لدي فكرة حسنة عن ذوقهم وعظمتهم. وأكبر ظني أن هذه الأطلال وتلك التي شاهدتها في (قصر شيرين) إنما كانت قصورا للصيد وحدائق نعرف أن ملوك الساسانيين كانوا يمتلكونها ، ولعل هذه الأبنية كانت فخمة المنظر يوم كانت محلاة بالنقوش الكثيرة ومموهة بالذهب ومزينة ، أما في حالتها الخربة الحالية فليس فيها ما يدهش. ولا توجد في هذه الأنحاء أطلال أخرى غير تلك التي وصفتها.
لم نقض ليلتنا في (حوش كه رو) وإنما غادرناها في الساعة الحادية عشرة فسرنا في سهل (باجه للان) من أعمال باشوية زهاو ، حيث تمكنت من تسجيل نقاط جغرافية مهمة ، وحل بعض الأمور المعقدة التي لم يمكن توضيحها بوسائل أخرى ، سيما تعقب مجرى نهر (ديالى) بكامله. وقد استأنفنا طريقنا فوق قمم الجبال حتى الساعة الواحدة ، حيث انحدرنا إلى السهل ، فشاهدنا نهر (ديالى) يتلوى بعيدا عن جهتنا اليمنى ، وعلى شاطئه تل اصطاعي مرتفع يدعى (شيروانه) وكان السهل على ما يظهر مزروعا جيدا ، فهنا أخذت نسبة التراب تزداد على كمية الصخور المدورة التي مرّ ذكرها.