فكانت هذه إلى يميننا و (نارين) إلى يسارنا. وبقينا نسير باتجاه جنوبي غربي نحو سفح الجبال فبلغناها في الساعة العاشرة والنصف. ووجدنا أقسامها الأولى مؤلفة من الحصاة والتراب وهي تتدرج علوا خفيفا ، فبلغنا قمتها في الحادية عشرة إلا ثلثا وهي أعلى الأراضي المحيطة بنا ، ورصدت بمزولتي نقاطا عديدة. وكان للأراضي المحيطة بنا كما شاهدتها من أعالي القرية منظر فريد. فقد كانت سلاسل التلال تظهر كأنها جبال محطمة تتعاقب على شكل موجات بحر جمدت أمواجه فجأة. وكان نهر (ديالى) يظهر جليّا على بعد قليل من المضيق ، وهو يتلوى ويأخذ مياه (نارين). فلما تقدمنا إلى الأمام أخذت تبدو أمامنا الصخور الرملية وهي دائما على طبقات مائلة نحو الجانب الشمالي من الجبال ، وكانت قطع هذه الصخور البارزة من التلال ، في أماكن عديدة ، مستديرة متموجة كأن مياه البحر قد نحتتها فصقلتها.
ورأيت في مكان آخر طبقة من الطلق حملت معي أنموذجا منه. وأخيرا أصبحت الأرض كلها صخورا رملية وانتهت الجبال بسلاسل كثيرة متوازية. وكان بعضها حديث العهد لا يزيد ارتفاعها عن الأرض أكثر من عشرة أو اثني عشر قدما. وفي الجبهة الجنوبية تلال غير منتظمة تنحدر إلى الأرض نحو الجهة الشمالية وقد شق أحد باشوات الترك بين إحدى هذه السلاسل طريقا ضيقة قبل زمن بعيد. ويظهر مما لاحظته في الكتابة المنقوشة على الحجر كما أتذكر أن هذا الباشا كان يدعى حسن. هذا والسبخ منتشر هنا في بعض الأماكن.
غادرنا هذه الجبال القبيحة المنظر عند الظهيرة ، وكان طريقنا باتجاه جنوبي تقريبا. وقد تركنا واجهة الجبل الجنوبية إلى يسارنا وأخذنا اتجاه جنوبي شرقي (٤٠) درجة إلى (ادنه كوى) فبلغناها في الساعة الواحدة والثلث ، وتقدر هذه المرحلة بثماني ساعات.
و (أده نه كوى) قريبة من مجرى الخالص وهي قرية كبيرة على