(الحسناء الصغيرة) وإن كان الاسم لا ينطبق على المسمى ، إذ إنها ليست سوى بؤرة تعسة. والآن بدأنا في صعود سلسلة التلال المتجهة إلى الشمال الغربي من قرية (مطارا) ، التي اقتبست تلك التلال اسمها منها والتي تمر ب (تازه خور ماتو) ، ثم تتلاشى تدريجا بعد ذلك على ما يقال.
إنني لمسرور جدّا لاختياري هذا الطريق ، وإن كان أطول من طريق (إبراهيم خانجي) بثلاثة أو أربعة أيام ، إذ تعلمت كثيرا من الأمور التي جعلتني في موقف أحيط به الإحاطة الكاملة بمعالم هذه البلاد الرئيسية. وقد تملكني العجب ، إذ وجدت «مهمانداري» ذا اطلاع جم بمواضع الأماكن والاتجاهات ، واتصالات سلاسل التلال بعضها ببعض. وقد اختبرته في بعض الأمور التي أعرفها من قبل ، فكانت أجوبته مقنعة لي إقناعا استحقت الاعتماد على معلوماته العامة.
أما الشعبة الأخرى ، أو بالأحرى الشعبة الشرقية القصوى من تلال كفري (وهي في الحقيقة الضلع أو الشريان الأصلي منها) فتمر ب (كركوك) و (التون كوبري) ومن هناك تمر من جنوب (أربيل) حتى دجلة ، وتسمى عندئذ ب (قه ره جوق داغ). وهذه الشعبة الشرقية تحتوي على الجبس والنفط. أما الشعبة الغربية أو تلال (مطارا) فهي من الحجارة الرملية والحصى ، وتشبه سلسلة حمرين الشبه التام من جميع الوجوه ، وفيها الكثير مما يستحق الملاحظة. وعند ولوجنا إياها عند مضيق (جميلة) مررنا بسلسلة ، أو سلسلتين شاقوليتي الطبقات كأنهما أقسرا على اتخاذ وضعهما الراهن ، ثم تليها طبقات أفقية من الحجارة الرملية الصرفة الجرداء ، وقد انفصلت عنها كتل ضخمة تدهورت متبعثرة هنا وهناك ، وما تبقى منها كأنه بناية مهدمة. وفي الحقيقة أن السلسلة بكاملها تبدو وكأنها جبل منهار. ثم بلغنا طبقات مائلة ، الغريب في أمرها أن ميلانها كميلان طبقات حمرين. وهذه التلال تنحدر إلى الشرق ب (٦٠) درجة من الخط الشاقولي ، أو (٣٠) درجة تحت خط الأفق. وجميع الطبقات في السلسلة