المهمل والغين المعجم الاول والنون وضم الغين الثاني وواو ، والسنّيون المالكيون من البيض يسمّون عندهم توري (٤٦) بضم التاء المثناة وواو وراء مكسورة ، ومن هذه القرية يجلب أنلي إلى إيوالّاتن.
ثم سرنا من زاغري فوصلنا إلى النّهر الأعظم ، وهو النيل (٤٧) وعليه بلدة كارسخو (٤٨)، بفتح الكاف وسكون الراء وفتح السين المهمل وضم الخاء المعجم وواو ، والنّيل ينحدر منها إلى كابرة (٤٩) ، بفتح الباء الموحدة والراء ، ثم إلى زاغة (٥٠) بفتح الزاي والغين المعجم ، وللكابرة وزاغة سلطانان يؤديان الطاعة لملك مالي ، وأهل زاغة قدماء في الإسلام ، لهم ديانة وطلب علم، ثم ينحدر النّيل من زاغة إلى تنبكتو (٥١) ، ثم إلى كوكو ، وسنذكرهما ، ثم إلى
__________________
(٤٦) هذه الأسماء ما تزال إلى الآن كأسماء عائلية ـ توري (TURE) وهو يؤدي معنى : (أجنبي) ، وأول ملك فيمالي كان يعتنق مذهب الاباضية ، فمن المحتمل أن آل صغنغو يكوّنون الشريحة الأولى للبيض الذين استقروا في عين المكان ، وقد أتبعت فيما بعد بطبقة أخرى ، وكانت هذه الطبقة سنّية مالكية ، بيد أنه ـ بعد ابن بطوطة ـ وجدنا أن آل صغنغو سوف يعتنقون المذهب المالكي.J.cuoq.Recueil P. ٩٩٢ N ٠ l. د. التازي : التاريخ الدپلوماسي للمغرب ج ٣ ص ٣٠٥.
(٤٧) يلاحظ أن اسم النيل أعطى من لدن الجغرافيين العرب لبعض الأنهار الافريقية وهكذا فحتى إلى القرن الثامن الهجري ـ الرابع عشر الميلادي ، نرى أنه توجد أودية في افريقيا لا صلة لها اطلاقا بنيل مصر ومع ذلك تحمل اسم النّيل! وها نحن مع ابن بطوطة في هذه الفترات التي يذهب فيها بعيدا فيذكر أن النيل ينحدر إلى بلاد النوبة!! وهكذا غاب عنه كسائر سابقية وجود وادي النيجر ...! لقد كان يجهل منابع النيل التي اهتم بها الأسواني سفير جوهر الصقلي إلى ملك النوبة حوالي ٣٥٦ ـ ٩٧٥ ـ كراتشكو فسكي : الأدب الجغرافي ص Mauny : Texte ٨٤ N ٠ l. ـ ٠١٢
(٤٨) من الممكن أن يكون القصد حسب ديلفوس إلى (kARA ـ SAKHOU) في عالية ديافارابي ـ (DI AFARABE) على الساحل الأيمن لنهر النيجر.
(٤٩) كابرة ربما كان أحد أسماء ديافارابي (Diafarabe) في أسفل النيجر ، في إقليم موپتي (Mopti) ـ ومدينة زاغة (ZAGHA) يمكن أن تكون هي (DIA) عند سافلة ديافارابي Beckingham P.٦٣ N ٠ ٦٣
(٥٠) يلاحظ أنّ غيرة سكان زاغة على الاسلام ربما كانت مرتبطة بقربها من مدينة جني الواقعة شرق النيجر والتي ابتدأت منذ هذا التاريخ تفرض نفسها كمركز ديني تجاري الأمر الذي يفسره تردد بعض العلماء عليها ... أبو القاسم الفگيگي : الفريد في تقييد الشريد ، تحقيق د. التازي ـ طبع بالبيضاء مطبعة النجاح عام ١٩٨٣ ص ٥١ تعليق ٢١.
(٥١) سياتي الحديث عن تنبكتو وكاوكو (گاو)