السلطان مراد أخذ منها حينما توجه لحصار بغداد الذي حصل سنة ١٦٣٠ ولم يرسل بدلها.
مستهلكات حلب من الحبوب والخضر وغير ذلك :
من المستحيل معرفة ما يستهلك فيها من الخواريف والمعز والدجاج والطيور.
ويستهلك فيها وفي نواحيها من الحنطة كل يوم مائة مكوك تقريبا والملوك قنطاران ونصف والقنطار مائة رطل والرطل خمس أقات وثلاثة أرباع الأقة [هو الرطل المسمى الآن بالخنكاري المستعمل الآن في أورفة] ويصرف فيها كل يوم خمسون مكوكا من الشعير تقريبا مادام الباشا موجودا ومن ٣٠ إلى ٣٥ عند غيابه.
ويصرف من الخضرة ستون مكوكا في اليوم محسوبا فيها ما تأكله البقر والجمال ، ويصرف فيها كمية عظيمة من الأثمار المختلفة الأجناس ، ويمكن أن نقول إن ما يصرف في حلب من الأثمار يعادل ما يصرف في ثلاث مدن كحلب في أوروبا. والأتراك يتهافتون كثيرا على أكل هذه الأثمار ولذا ترى الأمراض متفشية فيهم. والأرز والقهوة يجلبان إلى حلب من القاهرة ويصرف منها كمية كبيرة لا يمكن تقديرها ، ثم من حين ما تعود الترك على استعمال السكر في القهوة وفي أشربتهم أصبح ما يصرف من السكر مبلغا كبيرا لا يمكن تقديره ، ويأتيهم السكر من أوربا بكثرة ويباع بثمن رخيص في جميع بلدان الشرق.
الأثمار في حلب :
ويوجد بحلب بكثرة الأثمار الآتية : دراقنة الصيفية والشتوية ، مشمش ، خوخ سبعة أنواع ، تفاح ستة أنواع ، آجاص خمسة أنواع ، جبس بطيخ مائي أربعة أنواع ، بطيخ عدي ثلاثة أنواع ، برتقال ، ليمون من كل الأنواع ، تمر ثلاثة أنواع ، زعرور ، لوز ، جوز ، عنّاب ، زيتون نوعان ، تين ستة أنواع ، وغير ذلك من أنواع الأثمار التي يعجز تعدادها. وكل هذه الأثمار لذيذة الطعم ، وإني لم أقل عنها تسبب الأمراض إلا لعلمي بأن الإكثار منها يوجب المرض ، وأفخر العنب هو الذي يجلب من قيس وهي قرية تبعد عن حلب عشرة أميال وهو حلو مثل العسل كثير الماء وحبته سمينة ممتلئة.
ومن سنين قلائل ابتدىء في زرع التتن في هذه البلاد.
الأمراض في حلب :
الأمراض الأكثر انتشارا في حلب هي : الإسهال ، الحمى اليومية وهي التي تبقى يوما واحدا ، الحمى الحارة ، الجنون ، الريح المسبب البرد ، النزلات على العين ، ضعف