وموسدين على أسرة ملكهم |
|
سكرا ولا خمر ولا خمّار |
هذا يعانق عوده طربا وذا |
|
دأبا يقبّل ثغره المزمار |
وهي طويلة جدا فإنه خرج من هذا إلى ذكر البركة والفوارة والرخام ثم إلى مدح الملك الظاهر فاقتصرت منها على ما يعلم منه حسن هذه الدار. وبنى حولها بيوتا وحجرا وحمامات وبستانا كبيرا في صدر إيوانها فيه أنواع الأزهار وأصناف الأشجار ، وبنى على بابها آزجا يسلك فيه إلى الدركاوات التي قدمنا ذكرها ، وبنى على بابها أماكن لكتاب الدرج وكتاب الجيش.
وهنا كتب العلامة أبو ذر على الهامش ما نصه : قلت : وهذه القاعة هي القاعة العظمى الموجودة الآن ، وهي محكمة البنيان واسعة الأرجاء كثيرة المخادع ، وبها إيوان كبير وبصدره وجانبيه مخادع. وقد كانت هذه القاعة أشرفت في أيامنا على الانهدام فأمر السلطان الظاهر خشقدم لمتوليها بإصلاح هذه القاعة فأصلحت وبيضت وزخرفت ، وهي مفروشة بالرخام الملون المحكم التركيب ، وبها فوارة يأتي إليها الماء من الساتورة الحلوة إلى مقلب في إيوانها الصغير محكم من الرخام الملون ، ثم يغوص الماء في أسفل هذا المقلب ويخرج من الفوارة التي في وسط هذه القاعة ، ولهذه القاعة دهليز طويل جدا وبوابة عظيمة ، وإلى جانب هذه القاعة قاعة لطيفة مفروشة من الرخام الملون المحكم التركيب ، ولها بابان أحدهما من جانب القاعة العظمى والآخر يدخل دهليزها وسيأتي من عمرها.
وبهذه القاعة العظمى من جهة الشرق قاعة ثالثة لطيفة ولها أيضا بابان باب يخرج منه إلى حمّام القلعة الآن وباب في جانب القاعة العظمى ، ولو استوفينا وصف هذه القاعة لأطلنا وفي الجملة ما رؤي مثلها.
ولما تزوج الظاهر في سنة تسع وستمائة بضيفة خاتون ابنة عمه الملك العادل التي حكمت في حلب بعد وفاته وأسكنها بها وقعت نار عقب العرس فاحترقت وجميع ما كان فيها من الفرش والمصاغ والآلات والأواني واحترق معها الزردخاناة ، وكان الحريق في حادي عشر جمادى الأولى من سنة تسع ، ثم جدد عمارتها وسماها دار الشخوص لكثرة ما كان منها في زخرفتها ، وسعتها أربعون ذرعا في مثلها.
قال في كنوز الذهب في الكلام على مدرسة الفردوس التي بنتها الملكة ضيفة خاتون بنت الملك العادل وزوجة الملك الظاهر غازي : إنها لما ولدت الملك العزيز في سنة عشر