القضاء (١) ، فأقام بها دهرا (٢) طويلا ، وكان شيئا عجبا. ما رأينا مثله قبله ولا بعده (٣) ، وكان لا يقوم للأمير إذا أتى إليه بأمره (٤) ، وكان آخر قاض يركب إليه أمراء مصر (٥).
وكان يتفقه على مذهب أبى ثور «صاحب الشافعى» (٦) ، وحدّث فى زمن ولايته أحيانا (٧). وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة وثلاثمائة (٨) ، وكان قد (٩) أرسل الإمام أبا بكر بن الحداد إلى بغداد فى طلب إعفائه عن القضاء ، فأعفى (١٠). وكان سبب عزله أنه
__________________
(١) ذكر الذهبى فى (سير أعلام النبلاء) ١٤ / ٥٣٧ ، و (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٥٨٧ : أنه قدم مصر واليا على القضاء سنة ٢٩٣ ه. ولعل هذا يتوافق مع قول السبكى : إنه ولى قضاء مصر أزيد من ثمانية عشر عاما (٢٩٣ ـ ٣١١ ه). (طبقات الشافعية الكبرى) ٣ / ٤٤٦ ـ ٤٤٧.
(٢) حرفت فى (تاريخ بغداد) ١١ / ٣٩٧ ، وكتبت (داهرا).
(٣) السابق (بسنده إلى ابن مسرور ، ثنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والأنساب ٢ / ١٩٦ : (عجيبا).
(ذكره أبو سعيد بن يونس فى التاريخ) ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٣٨ (قال ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٨٨ (قال أبو سعيد بن يونس الصدفى) ، وطبقات السبكى ٣ / ٤٤٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وطبقات الشافعية للإسنوى ١ / ٣٩٧ (قال ابن يونس فى تاريخ مصر) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٧ (قال أبو سعيد بن يونس) ، و (رفع الإصر) ٢ / ٣٩٠ (قال ابن يونس) ، وحسن المحاضرة ٢ / ١٤٥ (قال ابن يونس فى تاريخ مصر) ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ص ٥٣ (قال ابن يونس).
(٤) السابق ، وحسن المحاضرة ٢ / ١٤٥.
(٥) طبقات الإسنوى ١ / ٣٩٧ وحسن المحاضرة ٢ / ١٤٥.
(٦) تاريخ بغداد ١١ / ٣٩٧ ، والأنساب ٢ / ١٩٦ ، وسير النبلاء ١٤ / ٥٣٨ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٨٨ ، وطبقات السبكى ٣ / ٤٤٦ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٧ ، ورفع الإصر ٢ / ٣٩٠.
(٧) المصدر السابق.
(٨) الأنساب ٢ / ١٩٦.
(٩) إضافة من عندى ؛ حتى ينسجم الكلام.
(١٠) حسن المحاضرة ٢ / ١٤٥ (وذكر خطأ أنه أرسل ابن الحداد سنة ٣٠١ ه ، والصواب ٣١١ ه ، وهى سنة عزله ، أو ٣١٠ ه ، كما يرى الإسنوى فى (طبقاته ١ / ٣٩٧ ـ ٣٩٨). ويلاحظ أن السيوطى بعد انتهاء نصه ، الذي صدّره ب (قال ابن يونس فى تاريخ مصر) ، ختمه بلفظة (انتهى). أى : الاقتباس من ابن يونس ، لكنه قال بعد ذلك مباشرة : ذكره ابن عبد الحكم. ولا شك أن هذه زيادة غير صحيحة ، وخلط من السيوطى ، أو من النساخ ، وعدم مراجعة وتحقيق من ناشر كتابه ومحققه ، الذي قال فى الهامش رقم (٢) : أخبار القضاة فى ابن عبد الحكم (ص ٢٢٦ ـ ٢٤٧) ؛ وإذا كان هذا صحيحا (فى طبعة تورى) ، إلا أنه فاته أن ابن عبد الحكم لم يتعرض مطلقا لهذا القاضى ؛ لأنه ـ ببساطة ـ ولى سنة ٢٩٣ ه ، بينما انتهى (قسم القضاة)