كتب يستعفى من القضاء ، ووجّه رسولا إلى بغداد ، يسأل فى عزله ، وكان قد أغلق بابه ، وامتنع من أن يقضى بين الناس ، فكتب بعزله ، وأعفى فحدّث حين جاء عزله ، وكتب عنه ، فكانت له مجالس أملى فيها على الناس. ورجع إلى بغداد ، فكانت وفاته ببغداد فى صفر سنة تسع عشرة وثلاثمائة (١). وكان ثقة ثبتا (٢) ، حدّث عن زيد بن أخزم ، وأبى الأشعث ، وطبقة نحوهما (٣). روى عنه أبو بشر الدولابى ، وأبو جعفر الطحاوى ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو بكر بن المقرئ ، وأبو عمرو بن حيّويه ، وأبو القاسم عيسى بن على بن عيسى بن الجرّاح (٤).
٤٠٣ ـ على بن خلف بن على : يكنى أبا الحسن. أخو أبى علىّ صاحب «طراز السلطان» بمصر. بغدادى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، ولم يكن يسوى فى الحديث شيئا. توفى بمصر فى شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثمائة (٥).
٤٠٤ ـ على بن زياد العبسىّ التونسى : من أهل تونس ، يكنى أبا الحسن. يروى عن الثورى ، ومالك ، وهو الذي (٦) أدخل المغرب «جامع سفيان الثورى» ، و «موطأ مالك» ، وفسّر لهم قول مالك ، ولم يكونوا يعرفونه. وهو معلم سحنون. دخل الحجاز ، والعراق (٧). توفى سنة ثلاث وثمانين ومائة. روى عنه شجرة بن عيسى (٨).
__________________
لدى ابن عبد الحكم بنهاية فترة قضاء (بكار بن قتيبة سنة ٢٤٦ ه) ، وهو نفس ما انتهى إليه الكندى فى (كتاب القضاة) ص ٤٧٦ ؛ مما أدى إلى تذييل المؤرخين الآخرين عليه ؛ لاستكمال هذا النقص فى (تاريخ القضاء فى مصر) ، وعلى رأسهم : ابن الربيع الجيزى ، وابن زولاق).
(١) تاريخ بغداد ١١ / ٣٩٧ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٨ (قال ابن يونس. وحدّد شهر ، وسنة وفاة المترجم له).
(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٣٩٧ ، ورفع الإصر ٢ / ٣٩٠ (قال ابن يونس).
(٣) الأنساب ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٧ (وفيه أخرم بدلا من أخزم).
(٤) رفع الإصر (٢ / ٣٩٠). واكتفى السمعانى فى (الأنساب) ٢ / ١٩٧ ب (عيسى بن على).
(٥) تاريخ بغداد ١١ / ٤٢٣ (بسنده إلى ابن مسرور ، ثنا أبو سعيد بن يونس ، قال).
(٦) وردت بلفظة «أول من» فى (رياض النفوس ، ط. مؤنس) ١ / ١٥٨ (قال أبو سعيد بن يونس) ، و (ط. بيروت) ١ / ٢٣٤ (شرحه) ، وترتيب المدارك مجلد ١ / ٣٢٦ (قال أبو سعيد ـ لا سعد ـ ابن يونس).
(٧) المصدران السابقان.
(٨) الإكمال ١ / ٥٢٤ (قاله ابن يونس).