وجلس يقص على الناس ، فسمع كلامه الليث بن سعد ، فاستحسن قصصه وفصاحته.
فذكر أن الليث قال له : يا هذا ، ما الذي أقدمك إلى بلدنا؟ قال : طلبت أكتسب بها ألف دينار ، فقال له الليث : فهى لك على رصين كلامك هذا الحسن ، ولا تتبذّل (١). وقيل : أقطعه خمسة عشر فدانا ، وابن لهيعة أعطاه خمسة فدادين (٢). فأقام بمصر فى جملة الليث بن سعد ، وفى جرايته إلى أن خرج عن مصر ، فدفع إليه الليث ألف دينار ، ودفع إليه بنو الليث ـ أيضا ـ ألف دينار. فخرج ، فسكن بغداد ، وبها توفى. وكان فى قصصه وكلامه شيئا عجبا ، لم يقصّ على الناس مثله (٣).
ذكر من اسمه «مهاصر» :
٦٣٤ ـ مهاصر بن ربيل (٤) القيسى : يكنى أبا عبد الله. محدّث من أهل سرقسطة. ذكروه فى كتبهم (٥).
ذكر من اسمه «مهدى» :
٦٣٥ ـ مهدى بن جعفر بن جيهان بن بهرام الزاهد الرّملىّ : يكنى أبا عبد الرحمن. روى عن حاتم بن إسماعيل. قدم مصر سنة خمس وعشرين ومائتين. توفى سنة سبع وعشرين ومائتين (٦).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٧٢ (بسنده إلى ابن مسرور ، ثنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، وسير النبلاء ٩ / ٩٤ (ذكر ابن يونس فى تاريخه) ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٤١٠ (قال ابن يونس).
(٢) سير النبلاء ٩ / ٩٤.
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٧٢. راجع تفاصيل ترجمته فى (السابق ١٣ / ٧١ ـ ٧٩ ، وسير النبلاء ٩ / ٩٣ ـ ٩٨).
(٤) كذا فى (تاريخ ابن الفرضى ٢ / ١٥٢ ، والجذوة ٢ / ٥٦٢. وفى البغية ص ٤٧٠ : وبيل.
(٥) الجذوة ٢ / ٥٦٢ (قال ابن يونس) ، والبغية ص ٤٧٠ (شرحه). أضاف ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ٢ / ١٥٢ : أنه له رحلة وسماع. من أهل الخير والفضل. وكان يرحل إليه للسماع منه. عمّر مائة وخمس سنوات. ولى الشرطة بسرقسطة ل (بنى قسىّ).
(٦) مخطوط تاريخ دمشق ١٧ / ٤٤١ (بسنده إلى أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٨ / ٥٩٠ (قال أبو سعيد بن يونس). وعقّب ابن عساكر على تاريخ الوفاة المذكور بأنه وهم. وجعله البعض سنة ٢٢٩ ه (فلعل لفظة تسع حرفت إلى سبع) ، وهو خطأ كذلك ؛ لأنه ورد أن المترجم له حدّث ب (صور) سنة ٢٣٠ ه. وورد النص ـ أيضا ـ فى (تهذيب التهذيب) ١٠ / ٢٨٩ (قال ابن يونس). وأضاف ابن حجر : أنه روى عن الوليد بن مسلم ، وعبد العزيز بن أبى حازم ، وابن عيينة ، وابن المبارك. روى عنه أبو زرعة الرازى ، والترمذى ، ويحيى بن أيوب العلّاف ، وروح بن الفرج ، وبكر بن سهل الدمياطى. ثقة لا بأس به.