من حضرموت» ، كان يسكن برقة هو وأخوه (يزيد بن عبد الله) ، فرأى فى النوم ، كأنه يقال له : اختر بين الإيمان واليقين ، فقال : اليقين. فكان أزهد الناس ، وكان يتصدق بعطائه كله ؛ حتى لا يبقى معه منه شىء ، ولا عليه ثوب ولا إزار.
فوفد إلى الأندلس بفتح إلى «سليمان بن عبد الملك» ، ومعه «محمد بن حبيب المعافرى» ، فسألهما سليمان حوائجهما ، فسأله المعافرى حوائج ، فقضيت (١). وقال النعمان : حاجتى أن تردنى إلى ثغر لى ، ولا تسألنى عن شىء. فأذن له ، فرجع ، واستشهد فى أقصى ثغور الأندلس (٢).
ذكر من اسمه «نعيم» :
٦٥٣ ـ نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك الخزاعى : يكنى أبا عبد الله. حمل من مصر إلى العراق فى المحنة ، فامتنع أن يجيبهم. فسجن ، فمات فى السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين. وكان يفهم الحديث. روى أحاديث مناكير عن الثقات (٣).
__________________
دمشق ١٧ / ٥٩٥ : (حدثنى ربيعة بن على بن عرابى ، عن أبيه). والصواب ما فى المتن ، ولعله (عرابى بن معاوية) ، الذي جعله ابن عساكر يروى عن المترجم له.
(١) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ٢ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، والجذوة ٢ / ٥٧٢ ، والبغية ٤٧٨. ويلاحظ أنه إلى هنا انتهى ما اقتبسه ابن عساكر ، عن ابن يونس (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، نا أبو سعيد بن يونس). (مخطوط تاريخ دمشق ١٧ / ٥٩٥). وأما قول ابن عساكر : (الحضرمى المصرى) ، فيشير إلى موطنه الأصلى ، ثم مجيئه إلى مصر. وقوله : ذكره ابن يونس فى (تاريخ مصر) ، فيحتمل أنه يقصد : (تاريخ مصر المختص بالغرباء). ومن ثم ، فهو ـ عندى ـ حضرمى ، قدم إلى مصر ، ثم سكن إفريقية ، وبعدها غزا الأندلس ، فاستشهد.
(٢) زيادة فى (تاريخ ابن الفرضى) ٢ / ١٥٥ (بالسند المطول المذكور فى بداية النص) ، والجذوة ٢ / ٥٧٢ ـ ٥٧٣ (ذكره ابن يونس) ، والبغية ص ٤٧٨ (شرحه).
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٣١٤ (بسنده المعتاد) ، وتهذيب الكمال ٢٩ / ٤٨٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وسير النبلاء ١٠ / ٦١١ (قال ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ٤٣١ (شرحه. وذكر وفاته بالسجن ، ومكان وزمان ذلك ، وروايته المناكير) ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٤١٢ (قال أبو سعيد ابن يونس). راجع تفاصيل ترجمته فى (تاريخ بغداد) ١٣ / ٣٠٦ ـ ٣١٤ : هو الأعور الفارض المروزى. سمع من إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا. وسمع الكثير من إبراهيم بن سعد ، وابن عيينة ، وابن المبارك. روى عنه ابن معين ، والبخارى ، والترمذى ، وجماعة آخرهم حمزة بن عيسى الكاتب. وسكن مصر ، وأقام بها حتى وقوع محنة خلق القرآن ، حيث أشخص إلى (سر من رأى) فى عهد المعتصم ، فأبى أن يجيب.