الإخوة كما سنرى». ومن هنا فقد كان يحضر مجالس العلم التى كانت تعقد فى دار أبيه (١) ، وكان يصطحبه معه والده فى رحلاته لطلب الحديث (٢).
٣ ـ لعب الوالد «أحمد بن يونس» دورا مهما فى نقل علم والده يونس إلى «مؤرخنا الحفيد المستنير». ومن هنا ، فإن المطالع لبقايا «تاريخ المصريين» ، و «تاريخ الغرباء» للمؤرخ ابن يونس يلحظ وجود عدد من الروايات يحدّث فيها ابن يونس ، عن أبيه ، عن جده (٣) ، وغالبا يحدّث جده عن أستاذه «ابن وهب» (٤). وفى أحيان قليلة يحدث ابن يونس ، عن أبيه فقط (٥). أما موضوع هذه المرويات ، فيدور حول تراجم المحدّثين ، وتواريخ وفياتهم (٦) ، وأخبارهم فى طلب العلم (٧) ، وأنباء صلاحهم وتقواهم (٨). وتجدر الإشارة ـ أيضا ـ إلى أن عددا غير قليل منها كان يتضمن فتاوى فقهية (٩) ، وترجمة لأحد الصحابة (١٠) ، وأخرى لأحد القضاة فى مصر (١١). وهذا يدلل على أن ثقافة الأب تشمل «الحديث ، والفقه ، والتاريخ» ، وأنه أفاد ابنه «المؤرخ ابن يونس» إفادة طيبة فى كتابة مؤلّفيه التاريخيين ، وأنه كان امتدادا لأبيه «يونس» فى الصلاح والتقى وحب العلم ، ورواية أخبار الصالحين ؛ مما سينعكس بدوره على «مؤرخنا ابن يونس» فى شخصيته ، وثقافته ،
__________________
(١) قال ابن يونس عن (أحمد بن إبراهيم بن بيلبرد) المحدّث : أنا أعرفه ، كان يغشى والدى. (تاريخ المصريين : ترجمة رقم ٢). وراجع ـ كذلك ـ ترجمة (عمرو بن عبد الله بن عبد الوهاب) فى (المصدر نفسه رقم ١٠٢٧).
(٢) قال ابن يونس عن (العباس بن محمد بن يحيى الصعيدى) : سمعت منه مع والدى. كتبنا عنه بالصعيد ، وأملى عليه من حفظه حديثا واحدا. (السابق : ترجمة ٧٠٧).
(٣) راجع (تاريخ المصريين) : تراجم أرقام (٢٨١ ، ٣٤٠ ، ٦٤٩ ، ٧٨٥ ، ٨٢٦ ، ١٤٥٢). وفى (تاريخ الغرباء) : ترجمة (١٢٨).
(٤) كما هو الحال فى (التراجم السابقة). وأحيانا يقف السند عند جده ، كما فى (تاريخ المصريين) ترجمة (٨٢٦ ، ١١٢٣). وفى (تاريخ الغرباء) ترجمة (٩٦).
(٥) دون ذكر جده (كما فى تاريخ المصريين) ترجمة (٤٧٣ ، ١٣٧٩). وفى (تاريخ الغرباء) ترجمة (٤٦١).
(٦) تاريخ المصريين : (ترجمة ٨٢٦ ، ١٣٧٩).
(٧) السابق : ترجمة (٦٤٩ ، ٧٨٥).
(٨) السابق : (ترجمة ١٠٢٧ ، ١١٢٣).
(٩) السابق : (تراجم : ٢٨١ ، ٣٤٠ ، ٤٧٣).
(١٠) السابق : ترجمة ١٤٥٢.
(١١) تاريخ الغرباء : ترجمة رقم (٩٦).