ثانيا ـ التعريف بالمؤرخ المصرى «ابن يونس الصدفى» (١)
يعد مؤرخنا «أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى» من كبار مؤرخى القرن الرابع الهجرى «العاشر الميلادى». وقد استعرضنا ـ منذ قليل ـ البيئة العلمية ، التى نشأ فى رحابها ، وأشرنا إشارات سريعة إلى أن لجده تأثيرا ملحوظا فيه ، كما أن لأبيه دورا فى تثقيفه ، وعلّلنا ضعف شهرة والده بالقياس إلى جده. والآن ، نحاول تخصيص الحديث عن مؤرخنا فى النقاط الآتية :
١ ـ ابن يونس وتحصيل العلم :
لمسنا ـ فى حديثنا الماضى عن جده ، ووالده ـ حب ابن يونس للعلم ، ومطالعته مرويات جده الحديثية ، واستفادته مما لديه من وثائق تاريخية. وكذلك رأينا مصاحبته أباه فى رحلة علمية داخلية إلى (الصعيد) ؛ لكتابة الحديث النبوى الشريف على أحد أعلامه هناك. وأودّ التنويه ـ هنا ـ إلى أبرز معالم حياته العلمية على النحو الآتى :
أ ـ أن مؤرخنا ابن يونس ـ علاوة على الجو العلمى الذي نشأ فيه ـ كان يلقى حثا وتشجيعا كبيرا على طلب العلم. ولعل والده ـ رحمهالله ـ كان يدفعه إلى ذلك دفعا منذ طفولته المبكرة ؛ كى يكون امتدادا طيبا له. ومن هنا كان يقص على مسامعه بعض
__________________
(١) يمكن مطالعة ترجمة مؤرخنا فى المصادر والمراجع الآتية : (مخطوط تاريخ علماء أهل مصر) لابن الطحان ق ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، ومخطوط تاريخ القضاعى ق ١٣١ ، والأنساب ٣ / ٥٣٠ ، وإنباه الرواه ٢ / ١٥٨ ، ووفيات الأعيان ٣ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، وسير النبلاء ١٥ / ٥٧٨ ـ ٥٧٩ ، وتاريخ الإسلام ٢٥ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) ، مجلد ٢ ج ٣ ص ٨٩٨ ، والعبر للذهبى ٢ / ٧٧ ، ومخطوط عيون التواريخ للكتبى (مصور عن الظاهرية) ق ١٠٢ ، وفوات الوفيات ٢ / ٢٦٧ ـ ٢٦٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ٣٤٠ ـ ٣٤١ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢٤٨ ، ومخطوط عقد الجمان (رقم ٣٣٤ تاريخ) ١٠ / ق ٣٣ ـ ٣٤ ، والنجوم ٣ / ٣٦٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٥١ ، ٥٥٣ ، والتاج المكلل ١٦١ ـ ١٦٢ ، وتاريخ الأدب العربى (طبعة الهيئة العامة) ٢ / ٨٤ (وفيه حرّف الصدفى إلى الصفدى) ، وتاريخ التراث العربى ١ / ٥٧٨ ـ ٥٧٩ (طبعة الهيئة العامة) ، وظهر الإسلام ١ / ١٦٥).