الغرباء» (١).
ج ـ وأخيرا ، فهناك نموذج فريد لترجمة صحابى ، ذكر فى إسناد حديث رواه : أنه رواه ابن يونس وغيره من الرواة ، عن الزهرى (٢). ومعنى ذلك أن مؤرخنا ذكر هذا الصحابى فى تراجم «المصريين» ، وأورد له هذا الحديث (٣). وبالقطع هذا كلام غير صحيح ؛ إذ لم يترجم مؤرخنا لهذا الصحابى. والصحيح : أنه رواه يونس بن يزيد «ت ١٥٢ ه» (٤) ، عن الزهرى «ت ١٢٤ ه» ، لكن الأمر اختلط على صاحب «الإصابة».
فابن يونس «ت ٣٤٧ ه» لا يمكن أن يروى عن الزهرى «ت ١٢٤ ه». ويعضد ذلك ـ أيضا ـ أن ابن الأثير ذكر من رواة هذا الحديث المذكور يونس الذي أشرنا إليه من قبل (٥).
د ـ بناء على ما تقدم ، فقد اتضح لنا أن تاريخى ابن يونس كانا فى حاجة إلى من يستدرك عليهما ما فات صاحبهما ، وما استجد من تراجم العلماء من بعده. ومن هنا ، فإنى أرجح أن ابن الطحّان الحضرمى ذيّل على كتابى ابن يونس «المصريين ، والغرباء» ، وأميل إلى أنه لم يفرد ذيلا على كل كتاب منهما (٦) ، وإنما جعل الذيل فى مجلد واحد
__________________
(١) ترجمة رقم (٤٠٢).
(٢) الإصابة ٣ / ٢٨٦ (ترجمة الصحابى سعيد بن الحارث بن الخزرج الأنصارى).
(٣) وهو عن ركوب الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى (سعد بن عبادة) ، يعوده فى (بنى الحارث بن الخزرج). (أسد الغابة ٢ / ٣٨٣).
(٤) ترجم له ابن يونس فى (الغرباء) رقم ٦٩٨ ، وهامشها رقم (٥).
(٥) أسد الغابة ٢ / ٣٨٣.
(٦) بخلاف ما ظنه البعض من أن ابن الطحان ذيّل على (تاريخ مصر) لابن يونس (بحوث فى تاريخ السنة المشرفة ، للدكتور العمرى ص ١٤٧ ، وموارد تاريخ بغداد ، للباحث نفسه ص ٣٠٢). وظن البعض الآخر أنه ذيّل على (تاريخ الغرباء) لابن يونس ، كما ورد فى (ذيل ميزان الاعتدال ، للعراقى) ص ١٨٧ ، ١٩٩ ، ٣١٥ ، و (التاريخ العربى والمؤرخين) لشاكر مصطفى ص ١٧٥. وبعض المصادر ذكرت كتاب ابن الطحان ذكرا عاما ، بحيث لم يتضح على أى كتابى ابن يونس ذيّل به (جعله ابن العديم فى إحدى الروايات قد ذيّل به على «تاريخ ابن يونس» ، كما جاء فى (بغية الطلب) ج ٢ / ٨٣٠ ـ ٨٣١ (ترجمة أحمد بن طولون). وأوضح أنه استدرك ـ هنا ـ على (تاريخ الغرباء) لابن يونس. وكذلك سمّاه ابن خلكان فيما نقل عن ابن الطحان فى ترجمة (عبد الغنى بن سعيد). (وفيات الأعيان) ٣ / ٢٢٣. وأوضح ـ هنا ـ أنه استدرك على (تاريخ المصريين).