وكان مشهورا بدقة خطه «صغر حروفه ، وكلماته» ، وكان يضرب به المثل فى ذلك (١).
روى عنه الخطيب البغدادى ، والقاضى أبو عبد الله الدّامغانى ، وغيرهما (٢). توفى ببغداد يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، ودفن من الغد فى مقبرة جامع المدينة ، وحضر الخطيب الصلاة عليه ، وكان الصورى قد نيّف على الستين عاما (٣).
* التعريف ب «ابن الثلّاج» :
هو أبو القاسم ، عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف ب «ابن الثلاج» (٤). حدث عن أبى القاسم البغوى ، وأبى بكر بن أبى داود ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وغيرهم. ولد سنة ٣٠٧ ه. حدث عنه أبو العلاء الأزهرى القاضى ، والأزهرى ، والعتيقى ، وغيرهم. توفى فى شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، وكان مخلّطا فى الحديث ، يدّعى ما لم يسمع ، ويضع الحديث (٥).
علاقتهما بنتاج ابن يونس التاريخى :
تميز الحافظ الصورى بدقة النقل (٦) ، وتشير النصوص إلى امتلاكه نسخة من كل من «تاريخى ابن يونس ، وعليه اعتمد ابن ماكولا ، والخطيب البغدادى (٧) فى نقل الكثير من
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ / ١٠٣ ، ومعجم البلدان ٣ / ٤٩٢.
(٢) المصدر السابق ٣ / ٤٩٢.
(٣) تاريخ بغداد ٣ / ١٠٣.
(٤) ذكر ابن الثلاج : أنه ما باع أحد من أسلافه ثلجا قط ، وإنما كانوا بحلوان (من بلاد العراق) ، وكان جده (عبد الله) مترفا ، يجمع فى كل عام ثلجا كثيرا لنفسه يشربه. فاجتاز الموفق ـ أو غيره من الخلفاء ـ فطلب ثلجا فلم يجد إلا عنده ، فكان يهدى إليه الثلج طوال فترة مكثه ، فوقع منه ذلك موقعا لطيفا ، فلقّبه ب (الثلاج) فعرف بذلك ، وغلب عليه (المصدر السابق ١٠ / ١٣٦).
(٥) السابق ١٠ / ١٣٥ ـ ١٣٧.
(٦) السابق.
(٧) لا نعرف ـ بالضبط ـ الظروف التى وصلت فيها نسخة الصورى إلى (ابن ماكولا) ، وإن كان المؤكد أن الأخير اعتمد عليها كثيرا ، كما سنرى من واقع النصوص بعد ذلك. أما الخطيب ، فقد كانت لديه نسخة الصورى ، على أساس أنه تلميذه الذي روى عنه (وسنرى أسانيد ذلك النقل بعد قليل). ويضاف ـ إلى ذلك ـ أن هناك نصا فى (معجم البلدان) ٣ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ : يفيد أن الخطيب اشترى كتب أستاذه الصّورى ـ بعد وفاته ـ من ابنته ، وسواء صح ذلك ، أم لم يصح ، فالمشهور أن الخطيب روى نسخة الصورى.