«الفسطاط» ، لكن بعضهم أقام فى أقاليم وبلدان أخرى فى مصر على سبيل الاستقرار ، أو الزيارة والارتحال ، أو توجه إليها فبلغته بها الوفاة بعد مقام طويل أو قصير. ويدل اهتمام ابن يونس بعلماء المناطق النائية ـ «خاصة الصعيد ، وأسوان» ـ على رحابة أفق مؤرخنا ، واتساع وشمولية نظرته ، وإحاطته ومعرفته بكافة علماء مصر حتى فى القرى والأرياف النائية ، ولعله كان يعرف أخبارهم بالرحلة الداخلية إليهم ، أو بمكاتبتهم ومراسلتهم. أقول : من هذه البلدان : الجيزة ، وطهرمس «من قرى الجيزة» ، والعسكر ، والحمراء بالفسطاط ، والفيوم ، والبرلس ، وسخا ، وتنيس ، ورشيد ، والإسكندرية ، ودميرة ، وقرية الحرس ، والأشمونين ، وبركوت ، وشبشير ، والبهنسا ، وطحا ، وإخميم ، ودلاص «بالصعيد» ، وقفط ، وقمّن ، وبويط ، والبلينا بالصعيد ، وأسوان.
ب ـ وفى «تاريخ الغرباء» : اعتنى مؤرخنا «ابن يونس» بذكر البلدان الإسلامية التى قدم منها المترجمون إلى مصر ، وأحيانا كان يشير إلى أصولهم ، إن كانوا ينتمون ـ فى الأصل ـ إلى غير هذه الأقاليم ، التى وفدوا منها.
ويلاحظ أن ابن يونس كان يذكر إقليم المترجم له عامة فى بعض الأحيان ، كأن يقول : شامىّ ، مغربى ، أندلسى «وعلى الأخيرة أمثلة كثيرة» ، وكذلك «توجد أمثلة كثيرة على نسبة المترجمين إلى «إفريقية» عامة.
وإلى جانب ما تقدم ، فقد اهتم مؤرخنا بتحديد هذه الأقاليم فى مواطن عديدة ، كالآتى :
١ ـ فى العراق : ذكر بغداد «كثيرا» ، وبعدها البصرة ، ثم بلدان «واسط ، والأنبار ، وسامراء ، وبلد ، وكلواذى».
٢ ـ فى الشام : دمشق «ورد منها علماء كثيرون» ، وعسقلان ، والبلقاء ، وأيلة ، وفلسطين ، وحمص ، والرملة ، وحرّان ، وقنّسرين ، والمصيّصة ، والأردن ، وقرقيسيا ، وطرسوس ، ورأس العين ، وصور ، والرّها ، وأنطاكية.
٣ ـ فى الأندلس : قرطبة ، وإلبيرة ، وتدمير ، وسرقسطة ، وجيّان ، وبجّانة ، وقبرة ، ومنية عجب ، ولورقة ، ومالقة ، وطرطوشة ، وإشبيلية ، ووادى الحجارة ، وبيرة ، وجيّان ، والجزيرة الخضراء ، وبطليوس ، ولاردة ، وماردة ، وإستجة ، ووشقة ، وشذونة ، وطليطلة ، وبيّانة ، وريّة ، وألمرية ، وتطيلة.