ثالثا ـ مناقشة بعض المعلومات التاريخية
الواردة فى عدد من التراجم
أود فى بداية هذه الجزئية أن أشير إلى أمرين :
الأول ـ أننا لا نستطيع تناول أحداث كبرى ، أو قضايا تاريخية ـ كما كنا نفعل فى دراسة بعض المصادر ـ فطبيعة تراجم بقايا كتابى ابن يونس الموجزة غالبا ، تجعلنا نتجه إلى النظر فى بعض الجزئيات ، التى تستوقفنا ، فترجع إلى المصادر الأخرى ؛ لنبحث الأمر فى ضوئها ، ونرى نصيب ما ذكره مؤرخنا من الصواب ، أو الخطأ التاريخى.
الثانى ـ أننا لو توقفنا أمام كافة الجزئيات لطال الأمر بنا جدا ؛ نظرا لكثرة التراجم.
ومن هنا ، اكتفينا بتناول بعضها بالدراسة ، مع الوضع فى الاعتبار أنه يكمل ذلك ويتكامل معه ـ على مستوى الكتابين ـ تعليقاتنا التى نوردها فى حواشى ما تم تجميعه من بقايا الكتابين ، بالإضافة إلى ما رجحنا دراسته عند النظر فى منهج «ابن يونس» ، وذلك فيما يتعلق بظاهرة تكرار بعض التراجم بمسميات متقاربة ، أو ما يتصل بملاحظاتنا على توقيت بعض الأحداث.
فى تاريخ «المصريين» :
١ ـ دراسة بعض الجزئيات الموجودة فى تراجم عدد من الصحابة :
أ ـ ما أثير حول صحبة «بسر بن أبى أرطاة» : اختلفت المصادر فى ذلك الأمر ما بين مثبت صحبته للرسول صلىاللهعليهوسلم ، وناف إياها عنه. ومعلوم أن ابن يونس صرّح بصحبته للرسول صلىاللهعليهوسلم ، وذكر أنه روى عنه ، وشهد فتح مصر ، واختط بها (١). فما حقيقة الأمر بهذا الشأن؟
١ ـ ذكر ابن سعد (٢) رواية للواقدى قال فيها : قبض الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وبسر صغير. ولم يرو عنه أحد من المدنيين أنه سمع الرسول صلىاللهعليهوسلم. وقد تحول ، ونزل الشام. أما الشاميون وغيرهم ، فذكروا أنه أدرك الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وروى عنه أحاديث ، وصحب معاوية «فهو عثمانى».
__________________
(١) تاريخ المصريين : (ترجمة ١٧٤) ص ٧٦ ـ ٧٧.
(٢) الطبقات ٧ / ٢٨٧.