ولم أقف على سر استخدام ابن يونس لهذه الطريقة دون تلك فى موضع بعينه ، فهو لم يوضح لنا ذلك ، والنصوص لا تشى بشىء. وعلى كل ، فالغالب على ذكر الأساتيذ والتلاميذ طابع «الاختصار» ، وهو الغالب على كتابى ابن يونس فى تراجمه ، كما سنرى بعد.
٣ ـ ثقافة المترجمين ، ومؤلفاتهم «إن وجدت» :
ترجم ابن يونس فى كتابيه للكثير من العلماء فى مختلف فروع العلم والمعرفة ، لكن القاسم المشترك بين هؤلاء هو رواية الحديث ، أو بتعبير أدق كان رصد مؤرخنا وبحثه دوما عن المرويات الحديثية للمترجمين ، وكانت عنايته بتراجم المحدّثين هى الغالبة على كتابيه ، فلا غرو ـ حينئذ ـ أن يكون الاهتمام بالجانب الحديثى هو المسيطر على محتويات تراجمه. وهاك مظاهر ذلك الاهتمام :
أ ـ درجة حفظ المحدّث المترجم له : يحفظ ويفهم (١) ، ثقة (٢) ، ثقة صالح (٣) ، ثقة مأمون (٤).
ب ـ النقد الحديثى لبعض المترجمين : له مناكير (٥) ، لم يكن بذاك (٦) ، حدّث بمناكير (٧) ، له غرائب (٨) ، متروك الحديث (٩) ، كان يضعّف (١٠).
ح ـ طغيان ثقافته الحديثية ، وغلبتها على أسلوبه ، وصياغة تراجمه : فنجد ابن
__________________
(١) تاريخ الغرباء : ١٣٨ ، ٤٩٠ (وإن كان أردف ذلك بأنه روى مناكير بعد ذلك ، واختلط ، فلا تجوز الرواية عنه). وهذه الرواية السابقة تعد نموذجا لترجمة المحدّث فى ذلك الكتاب ؛ لأنها تمثل جلّ ترجمة المذكور.
(٢) تاريخ المصريين : (ترجمة ٤ ـ ٦ ، ٣٨) ، و (تاريخ الغرباء) : ٣ ، ٣٠ ، ٣٢ ، ١٤٠ ، ١٨٥ ، ٣٤٠ ، ٤٨٣.
(٣) تاريخ المصريين : (ترجمة ٢٢).
(٤) المصدر السابق : (ترجمة ١١).
(٥) السابق : ٧٩. وتاريخ الغرباء : ٤٨ ، ٢٧٥ ، ٤٩٠.
(٦) تاريخ المصريين : ٨١.
(٧) تاريخ الغرباء : ٤٨.
(٨) السابق : ٢٥٠.
(٩) السابق : ٦٢٣.
(١٠) السابق : ٤٨٦.