ملاحظات منهجية على طريقة العرض التاريخى فى كتابى ابن يونس :
بعد أن أنجزنا ـ فيما مضى ـ وصف عناصر تراجم مؤرخنا ، متوخين الأمانة فى عرض هذه العناصر ، كما أوردها فى مجموع تراجمه ، نلقى ـ الآن ـ نظرة نقدية منهجية على هذه العناصر ؛ كى نخرج بملاحظاتنا المنهجية عليها.
* أولا ـ التباين :
وهو الاختلاف بين رأى ابن يونس ، الذي يسرده فى مضمون الترجمة ومتنها ، وبين الوارد فى رأس الترجمة. ولعله اتضح من هذا المعنى أن التباين منحصر فى لفظة ، ترد فى نسب المترجم له ، يثبتها ابن يونس على خلاف ما يرى ، ثم يبين ما يرجحه داخل الترجمة (١). وقد كان الأولى ـ فى نظرى ـ أن يثبت النسب الصحيح ، ثم يشير إلى وجود رأى آخر ـ داخل الترجمة ـ لا يرجحه ، وهو ما انتهجه ـ بالفعل ـ فى إحدى التراجم (٢). والظاهر أنهما منهجان متبعان يشبهان مسلكى المحققين فى العصر الحاضر ، فبعضهم يورد اللفظة الراجحة فى المتن ، ويشير إلى «المرجوح» فى الحاشية ، والبعض يعكس الوضع ، فيحافظ على اللفظة الخاطئة كما هى فى المخطوط ، ويوردها بالمتن ، ويعلق عليها ويذكر تصويبها بالحاشية.
__________________
(١) راجع (تاريخ المصريين) ، رقم (٢٣٣) ، فسمّاه فى صدر الترجمة (جزىّ بن عبد العزيز بن مروان). وقال فى مضمون الترجمة : (ويقال : الذي حضر (جزىّ بن زبّان بن عبد العزيز). وهو ـ عندى ـ أصح. وكان الأرجح ذكر نسب الأخير فى صدر الترجمة ، فهو مسلك (ابن الفرضى ، والحميدى ، والضبى فيما نرجح). (راجع هامش ٤ بالترجمة المذكورة). ويلاحظ أن ابن ماكولا ترجم ل (جزىّ بن عبد العزيز) ، ولم ينسب مادته لابن يونس ، ثم ترجم لابن زبان ، ونسبه إلى ابن يونس. وذكر رأى ابن يونس فى (صاحب الترجمة الأولى) ، فأوهم أن المترجم له فى كتاب ابن يونس هو (جزىّ بن زبان) ، وهذا على خلاف ما رأينا. وراجع ـ أيضا ـ ترجمة (٥٨٢) ل (سلمة بن نقيدة المدلجى). وقال فى المتن : وقيل : الغافقى ، وهو أصح عندى. وترجمة (٦٥٥) ل (شمعون بن زيد). ويقال : شمغون (بالغين المعجمة). وهذا أصح عندى. وترجمة (٦٨٨) ل (عامر الحجرىّ). ويقال : أبو عامر ، وهو الصواب. وترجمة (٨٤٦) ل (عبد الرحمن بن نمران). وقال فى المتن : وصوابه (عبد الله بن نمران). ويلاحظ أن ابن ماكولا ذكر الأسلوب الأصح فى صدر الترجمة. (الإكمال) ٣ / ٨٦.
(٢) تاريخ المصريين : رقم (٤٨٥). قال ابن يونس : (زبان بن خالد). وقد قيل فيه : زيّان. وزبّان ـ عندى ـ أصح.