بشعر لأحد معارفه ، يدل على صحة ما قيل عن المترجم له بهذا الشأن (١).
ملاحظات نقدية على هذا الملمح المنهجى :
أ ـ لم يكن ابن يونس ـ أحيانا ـ قادرا على التعليق الواضح الصريح الناقد للرواية المذكورة ، فكان يكتفى باستخدام بعض الصيغ اللفظية الدالة على التشكيك فى صحة المعلومات الواردة (٢).
ب ـ عدم القدرة على الترجيح أحيانا : فكان لا يستطيع إبداء رأى يرجحه من خلال الروايات المتعددة ، فيقوم بسردها ، ويتركها كما هى. وذلك نجده فيما يتصل بولاء بعض المترجمين (٣) ، أو فى تاريخ الوفاة (٤) ، أو فى تحديد الكنية (٥) ، أو فى مكان وزمان وفاة أحد الصحابة المشهورين بمصر (٦).
ج ـ الإتيان ببعض الأساطير (٧) ، والمبالغات (٨) المخالفة للمنطق التاريخى الصحيح : وكان يجب على مؤرخنا التورع عن ذكرها ، أو نقدها ورفضها.
وأخيرا ، فإننى لم أتمكن من الوقوف على مدى قدرة ابن يونس على الربط بين التراجم والوفاء بما يعد بذكره ؛ نظرا لعدم عثورنا على كتاب «تاريخ المصريين» كاملا ، فقد وردت ترجمة «أم القاسم بنت حيويل بن ناشرة المعافرى» ، وفيها قال : أم عبد الحميد
__________________
(١) تاريخ الغرباء (رقم ١٠٤) ، ترجمة (أيوب بن إسحاق بن سافرى).
(٢) كما فى ترجمة رقم (٢٢٢) فى (تاريخ المصريين) عن (جبر القبطى). وعبّر عن شكه فى نسبه بقوله : زعم قوم أنه من غفار ، ونسبوه إليهم. وقد ذكر الصفدى فى (الوافى بالوفيات) ١١ / ٤٤ : أنه مولى أبى بصرة الغفارى ، وأتى ب (مارية) من لدن المقوقس مع حاطب. وكذلك ترجمة ٤٨٣ (قيل : إنه قاتل عثمان).
(٣) تاريخ المصريين (ترجمة سعيد بن الحكم ، المعروف ب (ابن أبى مريم) ، برقم (٥٤٠).
(٤) المصدر السابق : رقم (١٣). وتاريخ الغرباء : أرقام (٤ ، ٤٢ ، ١٠٤ ، ٤٥٩ ، ٥٠٥).
(٥) تاريخ المصريين : (٦٥٢ ، ٨١٤ ، ٩٤٩).
(٦) مثل : الصحابى (عبد الله بن عمرو بن العاص). (المصدر السابق : رقم ٧٥٦).
(٧) السابق : نفس الترجمة (وفيها أثر ، يروى عن ابن عمرو ، يتعلق بجفاف النيل ، وما يترتب عليه من خراب).
(٨) السابق : رقم (١٤٢٤) ، وبها روايات عن غنى مصر ، وثرائها قديما ، وسلطانها الذي هو سلطان الدنيا كلها.