خامسا ، وأخيرا ـ خاتمة دراسة كتابى ابن يونس
نوجزها ، ونركزها فى النقاط التالية :
١ ـ كتابا ابن يونس سدّا فراغا كبيرا فى مجال «التراجم» فى المدرسة المصرية التاريخية فى القرن الرابع الهجرى. وقد حويا معلومات تاريخية جديدة عن دقائق وتفصيلات مهمة «فى أخبار فتوح مصر (١) ، وفتنة القراء (٢) ، وبعض تراجم قضاة الأقاليم فى مصر (٣) ، وأخبار جديدة عن مبعوثى الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى المقوقس (٤) ، ومعلومات جديدة عن دور معاذ بن جبل باليمن (٥) ، وتراجم مؤرخين مصريين جدد ، لم نعرف عنهم شيئا من قبل (٦) ، إلى جانب ذكر مصنفات تاريخية مصرية للمؤرخ المصرى «ابن عفير» ، ألّفها فى مصر مفقودة ، لمؤرخنا الفضل فى التنبيه عليها (٧). ولنا أن نطالع ما سبق ذكره عن الظواهر الحضارية فى كتابى مؤرخنا ؛ لنقف على العديد من الموضوعات المهمة الجديدة الصالحة للبحث والدرس بعد تعميقها والتأمل فيها.
٢ ـ لمسنا ـ فيما مضى ـ الدور الكبير ، والتأثير العظيم لمؤرخنا فى مؤرخى الأندلس «ابن الفرضى ، والحميدى ، والضبى ، وغيرهم» ، وكيف أنهم اعتمدوا فى مؤلفاتهم على كثير من تراجم الأندلسيين الواردة فى «تاريخ الغرباء» لابن يونس. وتعرّفنا وجه العلاقة بين مؤرخنا والمؤرخ الأندلسى الخشنى. ويلاحظ أن تأثير مؤرخنا لم يقف عند
__________________
(١) راجع (تاريخ المصريين) : تراجم (١٣٤ ، ١٧١ ، ١٠٨٦ ، ١١١١ ، ١١١٤ ، ١٣٥٦).
(٢) المصدر السابق : ترجمة (١٩١). بعد المزيد من البحث وجدت إشارة ، من الراجح أنها تتصل بالفتنة المشار إليها ، وذلك فى (كتاب الولاة) للكندى ص ٧٧ ـ ٧٨ ، مفادها : أن وهيبا اليحصبى خرج يريد الفتك بالوالى (الوليد بن رفاعة ؛ لأنه أذن للنصارى فى بناء كنيسة بالحمراء ، فقبض عليه وقتل. فغضب لمقتله القراء ، وثاروا على الوالى ، وقاتلوه ب (جزيرة الفسطاط) ، وكان يقودهم (شريح بن صفوان التجيبى) والد (حيوة بن شريح) الفقيه ، وذلك سنة ١١٧ ه.
(٣) مثل : ترجمة (قاضى الإسكندرية جبر بن سعيد بن جبر الحضرمى) فى (السابق) رقم (٢٢١).
(٤) السابق : رقم (٦٣٠ ، ١١٠٦).
(٥) السابق : ٧٤١ ، ١٣٢٣ ، ١٣٤٠.
(٦) السابق : (٣١٨ ، ٩٩٤).
(٧) السابق : (رقم ٢٠٧ ، ١٢٩٨). وراجع ص ٣٥٩ ـ ٣٦٠ من هذه الدراسة ، وهامش رقم ٢.