القصيلة (شمال يافا) ويافا وأسدود وعسقلان وتل الصافي وتل الفارعة الجنوبي (شاروحين) وتل بلاطة (شيكم) وأورشليم وأريحا وعين جدي وجيزر (أبو شوشة) وبئر السبع وعراد وسبسطية (السامرة) وغيرها.
وتشير اللّقى الأثرية إلى علاقات تجارية واسعة مع بلاد اليونان ، التي استورد منها الفخار المتميز بصناعته وألوانه (الأحمر والأسود) ، وبزخارفه النباتية والحيوانية والآدمية. وأغلبية الأدوات الكمالية التي عثر عليها كانت مستوردة من بلاد متعددة. وتكثر بينها الدمى الفخارية التي تظهر جنبا إلى جنب مع التماثيل الحجرية ، وتمثل في الأغلب أشكالا آدمية ـ ذكورا وإناثا. وبدأت في هذه الفترة تظهر أقدم النقود المعروفة في فلسطين ، كتلك التي اكتشفت في القدس ونابلس ، من القرن السادس قبل الميلاد. وفي مجدّو وعتليت وسبسطية والخليل ، من القرن الخامس قبل الميلاد. وهذه النقود مستوردة من اليونان ، ومن أثينا بصورة خاصة. وتعود أقدم النقود الشامية إلى القرن الرابع قبل الميلاد ، والتي ضربت بأمر من ملوك فارس في جبيل وصيدا وصور وأرواد ، وكلها مدن تجارية فينيقية. وقد عثر على هذه النقود في مواقع فلسطينية ـ حاصور ومجدّو ولاخيش وغيرها.
ثانيا : العصر الهلّيني
لم تكن حملة الإسكندر المقدوني (٣٣٣ ق. م.) فاتحة عهد جديد في العلاقة بين الشرق الأدنى القديم وبلاد اليونان ، وبالتالي ، محطة افتراق مع الماضي وبداية مرحلة في العلاقات ، تنطلق من نقطة الصفر. فمثل هذه العلاقة ، وبالأشكال المتعددة المعروفة قديما ـ حضارية واقتصادية وعسكرية وحتى دبلوماسية ـ كانت قائمة منذ آلاف السنين. وعلى العكس من ذلك ، هناك من يعتقد أن تلك الحملة جاءت تتويجا لمسار طويل من التفاعل ، سلبا وإيجابا ، وكانت النتيجة المنطقية للتداخل بين اليونان والشرق القديم. وهذا المسار راح يتعمق في أواخر الإمبراطورية الفارسية حيث تفاقمت الصراعات الداخلية ، ومعها تزايدت أعداد الجنود المرتزقة اليونان في الجيش الفارسي. وتفيد المصادر أن القتال الأشد شراسة الذي خاضه جنود الإسكندر كان مع الكتائب اليونانية ، وقادتها المتمرسين ، في الجيش الفارسي.
وعلى العكس من الفرس تماما ، غزا الإسكندر الشرق وهو يحمل لواء الحضارة الهلّينية (اليونانية) ، بمفاهيمها العلمانية في الأساس. وقد تبلورت هذه المفاهيم عبر مئات السنين في أثينا ، المدينة التجارية المنفتحة على عالم البحر الأبيض المتوسط ، والتي ركزت في تراثها الفكري على الإنسان ، ومنهج تفكيره وسلوكه. والإسكندر ولد