الحشمونيون وأسكنوا فيها يهودا ، وجعلوها ميناء مملكتهم الرئيسي ، إلى أن جاء الرومان ، فأعادوها إلى سابق عهدها ، مدينة هلنستية كبيرة ومزدهرة.
٧) يبنى (يمنيا) ، وهي قديمة أيضا ، وتقع جنوب يافا. وفي أيام السلوقيين أصبحت يبنى مدينة كبيرة قبل أن يدمرها الحشمونيون ويحرقوا أسطولها ، لكنهم لم يفلحوا في احتلالها. وبعد الاحتلال الروماني (٦٣ ق. م.) ، عادت وازدهرت كمدينة هلنستية.
٨) أسدود (أزوتس) ، وقد بناها الفلسطيّون ، وعمّرها اليونان ، كما تهلين سكانها ذوو الجذور اليونانية القديمة.
٩) عسقلان ، وكانت تابعة لمدينة صور أيام الفرس ، وأولاها البطالسة عناية خاصة. وكانت في القرن الثالث قبل الميلاد من أهمّ مراكز التجارة مع بلاد اليونان. وصمدت عسقلان في وجه الحشمونيين واعترف الرومان باستقلالها كمدينة هلنستية بعد حملة بومبي (٦٣ ق. م.).
١٠) غزة ، وهي مدينة قديمة ، اكتسبت أهمية أيام الفلسطيين ، وكانت لها تجارة واسعة مع بلاد اليونان في العصر الفارسي ، ويقول عنها هيرودوتس إنها أكبر من سارديس ـ عاصمة ليديا في آسيا الصغرى. وقاومت غزة الإسكندر بضعة أشهر قبل احتلالها ، فدمّرها ، وأمر بإقامة مدينة يونانية مكانها ، بعيدا عن الشاطىء. وقد لحق بها الدمار عدة مرات في أثناء الحروب السورية ، بين البطالسة والسلوقيين ، وخصوصا سنة ٣١٢ ق. م. ولكن بسبب أهمية موقعها كان يعاد بناؤها مجددا. وكانت غزة منفذا لتجارة الجزيرة العربية ، الآتية إليها عن طريق البتراء ، عاصمة الأنباط. ولأهمية تجارة الطيوب ، عيّن البطالسة موظفا خاصا (مراقب العطور) للإشراف عليها في غزة.
١١) أنتيدون ، وهي هلنستية أصلا ، وتقع على مقربة من غزة ، وتعتبر تابعة لها. ١٢) رفح ، وهي قديمة أيضا ، إلّا إن البطالسة أولوها العناية ، فوسعوها ، وأصبحت مدينة مهمة وجميلة ، وفيها أقام بطليموس الخامس حفل زواجه من كليوباترا ، ابنة أنطيوخوس الكبير (١٩٣ ق. م.). وقد دمرها الحشمونيون ، وأعاد الرومان بناءها.
١٣) السامرة (سماريا) ، وهي قديمة ، استسلم سكانها للإسكندر ثم ثاروا على الحاكم اليوناني وقتلوه ، فهدمها بردكاس ، وأقام مكانها أول مستعمرة مقدونية في فلسطين ، وأسكن فيها الجنود المتقاعدين. وكان الحشمونيون قد دمروها ، وهدموا هيكل السمرة فيها ، على جبل جرزيم ، قبل أن يعيد هيرودوس (٣٧ ـ ٤ ق. م.) بناءها ، ويسميها سبسطية ، وكانت أجمل ما بناه من مدن.