ما قبل الفخار وما بعده).
٤ ـ العصر الحجري ـ النحاسي : (الكالكوليت)(Chalcolithic Age) :
وهو يمتد من ٤٥٠٠ سنة ق. م. إلى ٣١٠٠ سنة ق. م. (وهناك من يجد فيه مراحل متعددة).
ولا بدّ من التشديد على أن هذا التقسيم التراتبي ليس إلّا مصطلحا لتوالي طبقات تراكمية لآثار الإنسان في عصور ما قبل التاريخ ، من الأسفل إلى الأعلى ، وهو لا يزال مسألة قابلة للاختلاف بين العلماء في هذا الحقل ، إلّا إنه يعطي تصوّرا عاما لمسار تطور الحضارة المادية لإنسان العصور الحجرية.
أولا : العصر الحجري القديم
(الباليوليت)
أ) الباليوليت الأدنى
اكتشفت مخلفات الإنسان القديم الذي عاش في هذا العصر في فلسطين أول مرة سنة ١٩٣٤ م في موقع بالقرب من مدينة بيت لحم ، وذلك في أثناء حفر بئر على عمق ١٥ مترا. ويبدو أن المكان استعمل لذبح الحيوانات المصيدة ، إذ عثر في الموقع على عظام متحجرة (مستحاثات) لحيوانات استوائية ، كالفهد ووحيد القرن والظبي والزرافة والفيل ، تعود إلى عصر البليستوسين الجيولوجي الأدنى. وكان عدد من هذه العظام قد كسر بشكل طولي لاستخراج النخاع منه ، كما يبدو ، الأمر الذي يدل على أن الفاعل هو إنسان. وبناء على ذلك تمّ الافتراض أن الإنسان قد عمّر فلسطين في هذا العصر ، واستمر في تطوير حضارته المادية والروحية فيها خلال العصور اللاحقة ، متأثرا ـ بطبيعة الحال ـ بمحيطه ، ومؤثرا فيه.
أمّا مواقع إقامة الإنسان الأكثر قدما في فلسطين ، فقد عثر عليها في غور الأردن ، إذ اكتشف في موقع العبيدية إلى الجنوب الغربي من بحيرة طبرية ، وعلى عمق ٢٠٥ أمتار تحت مستوى سطح البحر ، أقدم ما عرفه علم الآثار حتى الآن من المخلفات البشرية في العالم ، ما عدا صخور إفريقيا الوسطى. وقد وجدت هذه المخلفات المتحجرة مطوية في طبقات جيولوجية ، تشكلت بعد استقرار الإنسان هناك في عصر البليستوسين الأدنى. وتشير هذه التشكيلات الجيولوجية إلى أن الموقع كان يقوم على شاطىء بحيرة ، اختفت بفعل عوامل الطبيعة في الانهدام السوري ـ