التي في إثرها أصبح الانتداب ساري المفعول بصورة رسمية ، مع أنه جرى تنفيذه بصورة عملية منذ سنة ١٩٢٠ م. وفي عصبة الأمم ، تمت الموافقة على الانتداب فقط في ٢٤ تموز / يوليو ١٩٢٢ م.
لم تشارك الولايات المتحدة في مؤتمر سان ريمو ، ولا حتى في معاهدة سيفر أو لوزان ، لكنها وافقت رسميا على وعد بلفور ، عبر قرار مشترك لمجلس الشيوخ والنواب في ٣٠ حزيران / يونيو ١٩٢٢ م ، ووقعه الرئيس هاردنغ (٢٠ أيلول / سبتمبر ١٩٢٢ م). غير أن الانتداب ، على الرغم من إقراره في عصبة الأمم ، فإنه لم يدخل حيز التنفيذ الرسمي ، نظرا إلى أن تركيا رفضت معاهدة سيفر. وبعد ثورة مصطفى كمال ، وضمان سلامة الأراضي التركية ، وقعت حكومة كمال الثورية معاهدة لوزان ، وتنازلت بذلك عن الولايات العربية التي كانت تابعة للسلطنة العثمانية ، والتي فصلت عنها عمليا منذ سنة ١٩١٨ م. ودخل الانتداب البريطاني على فلسطين في الاتفاق الأنكلو ـ أميركي في ٣ كانون الأول / ديسمبر ١٩٢٤ م ، إذ ضمنت الولايات المتحدة امتيازات لشركات أميركية ، أهمها امتياز للتنقيب عن النفط في النقب ، لشركة ستاندارد أويل. وفقط بعد حصول هذه الشركة على الامتياز المذكور ، تعهدت واشنطن بالموافقة على نص ميثاق الانتداب البريطاني على فلسطين في عصبة الأمم ، والذي يتضمن في متنه وعد بلفور. وكانت مجموعة روتشيلد البريطانية ، بمشاركة مالية أميركية ، تمول مؤسسات استيطانية صهيونية ، مثل : شركة كهرباء روتنبرغ ، وشركة بورتلاند للأسمنت (نيشر) ، وشركة بوتاس البحر الميت ، ومياه السامرة.
أ) لجنة المندوبين الصهيونية
بينما التحالف البريطاني ـ الصهيوني يخوض المعركة السياسية ـ الدبلوماسية في المؤتمرات الدولية التي عقبت نهاية الحرب ، راح يسعى لإيجاد واقع على الأرض ، يمهد السبيل أمام تحقيق أهدافه ، حتى قبل استكمال احتلال فلسطين وبلاد الشام. وساعده على ذلك وقوع المنطقة تحت الاحتلال البريطاني ، وبالتالي إدارته العسكرية. وفي الواقع ، فإنه قبل أن تقر الوثائق في المعاهدات بين الأطراف المعنية ، وبناء عليه ، في عصبة الأمم ، كانت بريطانيا تضع الأسس للترتيبات التي ينطوي عليها وعد بلفور ، وعلى رأسها الانتداب البريطاني على فلسطين ، الذين يضمن تجسيده. وبناء على تعهداتها للحركة الصهيونية ، ولكي تضمن دعم الولايات المتحدة لمشاريعها ، سارعت الحكومة البريطانية إلى إرسال لجنة صهيونية إلى فلسطين ، في ربيع سنة ١٩١٨ م ، بينما نصفها الشمالي لم يحتلّ بعد ، للتنسيق مع الإدارة العسكرية في تهيئة الأوضاع