والاعتراف بشرعية اغتصابه لفلسطين على الصعيد الدولي.
ب) القضية في الأمم المتحدة
في ٢ نيسان / أبريل ١٩٤٧ م ، تقدم المندوب البريطاني في هيئة الأمم بطلب من الأمين العام لوضع قضية فلسطين على جدول أعمال الدورة القادمة للجمعية العامة. ثم بعد التداول ، تقرر عقد جلسة خاصة للهيئة العامة لمناقشة الموضوع. وقد جاء ذلك ، إضافة إلى الضغط الأميركي ـ الصهيوني ، نتيجة الرفض العربي للطروحات البريطانية ، سواء من قبل الجامعة العربية ، أو اللجنة العربية العليا ، واتهام تلك الحكومة بالتراجع عن الكتاب الأبيض. وكانت توصيات اللجنة الأنكلو ـ أميركية قد خيبت آمال العرب ، وفي إثرها عمّت فلسطين والأقطار العربية موجة من التظاهرات والإضرابات والاحتجاج ، وطالبت الحكومات العربية باتخاذ موقف حاسم إزاء قضية فلسطين. كما ارتفعت أصوات تنادي بوجوب الاتجاه نحو الاتحاد السوفياتي والتعاون معه ، بعد ما «انكشف غدر البريطانيين والأميركيين ، ووضح تآمرهم على العرب.» كما طالبت بوجوب الاستعداد للمقاومة المسلحة الرسمية والشعبية ، والبدء بترحيل النساء والأطفال عن فلسطين تسهيلا لحركة الجهاد ، وتشكيل لجان طوارىء ... إلخ.
في ١٠ أيار / مايو ١٩٤٦ م ، قدم ممثلو خمس دول عربية ـ مصر والعراق وسورية ولبنان والسعودية ـ مذكرة احتجاج إلى نائب وزير الخارجية الأميركي ، دين أتشيسون ، بشأن توصيات اللجنة الأنكلو ـ أميركية ، فأكد لهم هذا في رده أنه قبل اتخاذ أية إجراءات عملية سيجري التشاور مع الزعماء العرب ، وأن توصيات اللجنة غير ملزمة للسياسة الخارجية الأميركية في شيء. كما بينت الحكومة البريطانية أنها ستعلن قرارها بعد التشاور مع الحكومة الأميركى ، وكذلك مع العرب واليهود. وعقد الملوك والرؤساء العرب مؤتمرهم الأول في أنشاص (مصر) لبحث القضية الفلسطينية من ٢٨ إلى ٢٩ أيار / مايو ١٩٤٦ م ، فأجمع في مقرراته على أن «فلسطين قطر عربي ، وهو القلب في المجموعة العربية ... وأن الأخذ بتوصيات لجنة التحقيق الأنكلو ـ أميركية تعتبره دول الجامعة عملا عدائيا موجها ضدها.» أمّا الإجراءات ، فقد أحيلت إلى مجلس الجامعة ، الذي تقرر عقده في بلودان (سورية) من ٨ إلى ١٢ حزيران / يونيو ١٩٤٦ م ، للنظر في تقرير اللجنة ، واتخاذ القرارات الملائمة بشأنه.
وفي اجتماع بلودان الاستثنائي ، اتخذ مجلس الجامعة قرارات علنية وأخرى سرية. ويمكن تلخيص العلنية منها كالتالي : ١) رفض توصيات اللجنة الأنكلو ـ أميركية ، واعتبار الأخذ بها عملا غير ودي موجها ضد العرب ؛ ٢) التفاوض مع