المتعددة مع التركيز على النوعية والكفاءة القتالية. وبثت عملاءها في دول كثيرة لشراء الأسلحة المتنوعة ـ الطائرات والدبابات والمدفعية .. إلخ. وكانت «الصفقة التشيكية» ، من حيث الكم والنوع ، هي الأكبر والأجود ، وتمت بإيحاء من الاتحاد السوفياتي ، بما يتناقض مع بنود الهدنة المعلنة.
واستنفرت القيادة الصهيونية مؤسساتها وأنصارها لجمع الأموال ، وجندت طاقاتها للعمل السياسي ، في الأمم المتحدة وعلى الصعيد الدولي ، وقبلت بالهدنة ، والوساطة التي عيّن فولك برنادوت للقيام بها. ولما استنفدت أغراضها من مهمته ، اغتالته بتاريخ ١٧ أيلول / سبتمبر ١٩٤٨ م في القدس. وبقبول الجامعة العربية الهدنة ، دخلت حيز التطبيق العملي في ١١ حزيران / يونيو ١٩٤٨ م. وبينما الوسيط الدولي يعمل لوقف القتال ، كانت القيادة الصهيونية تعد لاستغلال الهدنة لاستئنافه. وقد وصف أحد قادة الهاغاناه الهدنة أنها «نزلت علينا كالندى من السماء.» وبعد سريان مفعول الهدنة ، عقدت القيادة العسكرية الإسرائيلية اجتماعا ، وكان تقديرها أن الهدنة جاءت في الوقت الملائم ، «فقد كانت الوحدات متعبة وخائرة القوى. وكانت الخسائر في كتائب سلاح المشاة عالية جدا. وكان من الضروري منح الرجال فترة استجمام لاسترداد القوى. كما كان من الضروري إرسال تعزيزات للكتائب.» (١)
وفي ختام المناقشات ، لخص بن ـ غوريون الوضع بقوله : «إننا قمنا بعمل جبار في الأسابيع الأربعة السابقة ، لكن العدو أحرز في أثنائها نقاط تفوق معينة. وإذا استؤنف القتال ، وينبغي الافتراض أنه سيستأنف ، فسندخل معركة الحسم.» ومن أجل الحسم ، وضع بن ـ غوريون خطته لاستغلال الهدنة من أجل : ١) إرسال التموين إلى القدس ؛ ٢) وقف النزوح من القدس ؛ ٣) رفع مستوى التدريبات والانضباط في الجيش ، وإعادة تنظيم بنيته ـ إنشاء قيادات جبهات .. إلخ ، وزيادة الإنتاج الحربي ؛ ٤) رفع مستوى الجهد القتالي للاستيطان برمته. (٢)
ز) مرحلة القتال الثانية
بعد الهدنة ، قدم برنادوت مشروعا توفيقيا لم يقبل به أحد ، فأصدر أوامره إلى المراقبين على الهدنة بالانسحاب من مواقعهم بتاريخ ٨ تموز / يوليو ١٩٤٨ م ، فانتهت
__________________
(٧٩) «حرب فلسطين ، ١٩٤٧ ـ ١٩٤٨» ، مصدر سبق ذكره ، ص ٥٧١.
(٨٠) المصدر نفسه.