فذكر بإسناده مثله إلّا أنّه قال : يا بن أخي. وقال : جئت لأخبرك ، وقال : قال : فضرب الباب.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّاء قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني علي بن صالح ، عن يعقوب بن محمّد بن عيسى ، عن عمر بن نجيح ، عن محمّد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر قال (١) :
إني مع أبي ، غلام أتبعه ، أعقل ما يصنع حتى أتى جميل بن معمر الجمحي ، وكان امرأ يذيع الحديث ، فقال : يا جميل ، أعلمت أنّي اتّبعت محمّدا؟! فقام جميل يجرّ رداءه من العجلة ، يطوف على أندية قريش ويقول (٢) : إن ابن الخطاب صبأ! وأبي يتبعه ويقول كذب ، ولكنّي أسلمت ، فلم يصنعوا شيئا ، فصاح : إنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدا رسول الله. فقاموا إليه ، فجعلوا يضربونه ويضربهم (٣) حتى قامت الشمس على رأسه ، فجلس وقد أعيا ، وهو يقول : أما والله لو قد بلغنا ثلاثمائة لقد أخرجناكم منها أو أجرتمونا ؛ إلى أن جاءه رجل عليه قوسي (٤) ورداء يجرّه ، فقال : ما هذا؟ قالوا : صبأ ابن الخطاب ، فقال : رجل اختار لنفسه أمرا ، ما لكم وله؟ أترون بني عدي (٥) تاركيكم وصاحبهم هذا؟! وكأنّما كشف بالناس ثوبا.
فقلت له بالمدينة : يا أبه ، من الرجل الذي أتاك يوم أسلمت؟ قال : العاص بن وائل.
وفي حديث أكبر من هذا.
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، أنا أبو علي محمّد بن علي المذكّر ، نا عتيق بن محمّد الجرشي ، نا سفيان (٦) ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر قال :
__________________
(١) راجع الخبر ، وفيه اختلاف ، في تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ص ١٧٦ باب إسلام عمر. وانظر سيرة ابن هشام ٢ / ٩٧ والسير والمغازي ص ١٨٤.
(٢) في تاريخ الإسلام : يا معشر قريش ، ألا إن ابن الخطاب قد صبأ.
(٣) في تاريخ الإسلام : يقاتلهم ويقاتلونه.
(٤) كذا في د ، وهو الأصل الوحيد المعتمد هنا ، وفي تاريخ الإسلام : «إذ أقبل رجل عليه حلة حبرة وقميص موشى» وفي السير والمغازي : «قومسي» فلعل المراد ب «قوسي» أو «قومسي» أن النسبة إلى موضع؟!.
(٥) في تاريخ الإسلام : بني كعب بن عدي.
(٦) هو سفيان بن عيينة ، ومن طريقه روى الخبر في تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ص ١٧٥.