ثم مضى حتى نزل مر الظهران (١) فى عشرة آلاف من المسلمين ، وقريش لا تعلم بذلك.
ثم إن أبا سفيان بن حرب حضر عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمر الظهران فأسلم ـ وكان خرج يتجسس الأخبار عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأمن النبى صلىاللهعليهوسلم من دخل دار أبى سفيان ، ومن أغلق عليه بابه ، ومن دخل المسجد ، فلما جاء قومه أخبرهم الخبر ، وأن النبى قد جاءهم بما لا قبل لهم به ، فتفرق الناس إلى دورهم ، وإلى المسجد.
ولما انتهى النبى صلىاللهعليهوسلم إلى ذى طوى ، أمر الزبّير بن العوام أن يدخل فى بعض الناس من كداء (٢) ، وكان الزّبير على المجنبة اليسرى.
وأمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كداء.
وأمر النبى صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكّة فى بعض الناس ، وكان خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى ، وفيها : أسلم ، وسليم ، وغفار ، ومزينة ، وجهينة ، وقبائل من قبائل العرب.
وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكّة بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ودخل النبى صلىاللهعليهوسلم من أذاخر (٣) حتى نزل بأعلى مكّة ، وضربت هنالك قبته.
وكان صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبى جهل ، وسهيل بن عمرو ، قد جمعوا ناسا بالخندمة (٤) ليقاتلوا ؛ فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد ناوشوهم شيئا من قتال ، فقتل كرز بن جابر أحد بنى محارب بن فهر ، وحنيش بن خالد بن ربيعة بن أصرم ـ حليف بنى منقذ ـ وكانا فى خيل خالد
__________________
(١) مرّ الظهران : هو الوادى المسمى بوادى فاطمة اليوم ، ويعرفه بهذا الاسم كل الحجازيين.
(٢) كداء : هى الثنية التى ينحدر منها إلى الأبطح ومقابر مكة ، وهى اسم جبل على مشارف مكة ، والحكمة فى الدخول منها ـ كما قال بعض العلماء ـ استقبال الداخل منها وجه الكعبة.
(٣) أذاخر : هو جبل أذاخر المشرف على المعابدة من ناحية الشمال.
(٤) الخندمة : هو جبل الخندمة المشرف على سوق الليل ، والمتصل بجبل أبى قبيس.