قلع يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذى الحجة سنة سبع عشرة وثلثمائة بأمر أبى طاهر القرمطى ، وذهب به معه إلى هجر (١) ، فأقام عند القرامطة إلى أن رد فى يوم الثلاثاء يوم النحر من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة (٢).
وكان الذى وضعه فى الكعبة ـ بعد رده ـ : شبر بن الحسن القرمطى ، وشده الصائغ بجص أحضره شبر.
وكان على الحجر ـ حين أحضر فى هذا التاريخ ـ ضبات فضة قد عملت من طوله وعرضه ، وتضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه.
ثم قلع فى سنة أربعين وثلاثمائة ، وعمل له طوق محكم من فضة ليشدة (٣).
والمرة الثالثة : أن بعض الملاحدة ـ أيضا ـ : ضرب الحجر الأسود ثلاث ضربات بدبوس ، فتبخش وجهه ، وتساقطت منه شظايا ، ثم أصلح ما تشعث منه ، وطلى ، وكانت هذه الحادثة فى يوم النفر الأول سنة ثلاث عشر وأربعمائة (٤).
وقيل : سنة أربع عشرة (٥) ، والله أعلم.
ومن آيات الحجر الأسود : بقاؤه مع ما عرض له من الذهاب غير مرة ، وغير ذلك ، وقد ذكرناه فى أصله.
***
__________________
(١) إتحاف الورى ٢ / ٣٧٥ ، والمنتظم ٦ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، والعقد الثمين ٦ / ١٤٣ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٢٤ ، وسمط النجوم العوالى ٣ / ٣٦٠.
(٢) النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٢ ، وتاريخ الخلفاء (ص : ٣٩٩) ، والإعلام بأعلام بيت الله الحرام (ص : ١٦٦) ، ودول الإسلام (١ / ٢١٠).
(٣) النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٥ ، وتاريخ الخلفاء (ص : ٣٩٩) ، وإتحاف الورى ٢ / ٣٩٦.
(٤) دول الإسلام ١ / ٢٤٦ ، والمنتظم ٨ / ٨ ، ٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣ ، ١٤ ، والعقد الثمين ٤ / ٧٩ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٥٠ ، وإتحاف الورى ٢ / ٤٤٨.
(٥) الكامل لابن الأثير ٩ / ١٢٨ ، ودرر الفرائد (ص : ٢٥٣) ، وإتحاف الورى ٢ / ٤٤٨.