الرواقين المقدمين من الجانب الشامى إلى محاذاة باب دار العجلة بما فى ذلك من السقوف والأساطين ، وصارت قطعا ، ثم عمّر ذلك كما كان فى مدة يسيرة على يد الأمير بيسق المالكى الظاهرى ، وكان ابتداء عمل ذلك بعد الحج من سنة ثلاث وثمانمائة (١) ، وفرغ منه فى شعبان سنة أربع وثمانمائة إلا سقف ذلك ، فإنه لم يعمل إلا فى سنة سبع وثمانمائة ؛ لتعذر خشب الساج ، ولما لم يحصل سقف بخشب العرعر ، ولتكسر أساطين الرخام عمل عوضها أساطين من حجارة منحوتة واستحسنت (٢).
وعمرت بعد ذلك أماكن بالمسجد الحرام ، وسقوفه ، فمن ذلك : فى سنة خمس عشرة وثمانمائة عقدان يليان سطح المسجد قبالة المدرسة البنجالية ، وأماكن فى سقفه (٣).
ومن ذلك : فى سنة خمس وعشرين وثمانمائة باب الجنائر على صفته اليوم ؛ لانهدام بعضه قبل ذلك ، فهدم ما بقى منه ، والحاجز الذى بين البابين ، وبنى ذلك مع ما انهدام من جدر المسجد الحرام المتصل بهذا الباب ، وإلى منتهى رباط المراغى بهذا الجانب وهو الشرقى.
وعمّر ذلك واستحسنت عمارته ، وكتب فيه اسم مولانا السلطان الملك الأشرف برسباى صاحب مصر والشام ، زاده الله نصرا وتأييدا وخلّد ملكه (٤).
وعمّر من هذا الجانب أماكن بين باب علىّ والعباس ، وفى باب العباس وعند المدرسة الأفضلية.
وعمّر فى سنة ست وعشرين وثمانمائة عدة عقود بالرواق المقدم والجانب الشرقى ، وفى المؤخر منه ، وهى : سبعة فى المؤخر ، وسبعة فى المقدم ، وثمانية فى التى تلى المقدم ، وثلاثة فى التى تليه ، وهى تلى المؤخر.
__________________
(١) إتحاف الورى ٣ / ٤٢٠ ، والسلوك للمقريزى ٣ / ٣ : ١٠١٩ ، ونزهة النفوس ٢ / ٦١ ، ودرر الفرائد (ص : ٣١٦ ، ٣١٧).
(٢) إتحاف الورى ٣ / ٤٢٣ ، والسلوك للمقريزى ٣ / ٣ : ١٠٦٤.
(٣) إتحاف الورى ٣ / ٤٨٥.
(٤) إتحاف الورى ٣ / ٥٨٨ ، ٥٨٩.