(فائدة)
واعلم : أن الأوائل لهم أثر في الخير [و]. بالشر ولفاعلها ذكر بالخير والشر وقال تعالى : (وأنا أول المؤمنين). وقال تعالى (إن أول بيت وضع للناس للّذي ببكة). وقال صلى الله عليه وسلم : (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ، لأنه أول من سن القتل). وقال صلى الله عليه وسلم : (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئ ومن سن / (١١ وم) في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئ).
(قاعدة)
" لنذكر" هنا قاعدة تنفعك عند مطالعتك التواريخ :
روى أبو عمر بن عبد البر بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " استمعوا علم العلماء ولا تصدقوا بعضهم على بعض فالذي نفسي بيده لهم أشد تغايرا من التيوس في زروبها".
وعن مالك بن دينار : " يؤخذ بقول العلماء والقراء في كل شيئ إلا قول بعضهم ببعض".
ومن هذا القبيل كلام النسائي في أحمد بن صالح لأنه طرده من مجلسه فكان آفة أحمد الكبر وشراسة الخلق ، وقال النسائي : فيه جفاء في مجلسه. وقول يحيى بن معين : رأيته كذابا يخطر في جامع مصر قيل هو أحمد بن صالح ، وهو شيخ بمكة كان يضع الحديث.
ووقع في المبسوط من قول عبد الله بن وهب : لا تجوز شهادة القارئ على القارئ يعني العلماء لأنهم أشد الناس تحاسدا وتباغضا. وقاله سفيان الثوري ومالك بن دينار.