فحصل أمر عظيم عندهم. وأخذوا الكتب لتعرض على المسامع الشريفة ثم حضر هو إلى حلب في العشر الأخير من المحرم سنة اثنين وأربعين وثمانمائة.
واستمر نائبا بها إلى أن ولي السلطان جقمق فخرج عن طاعته وأظهر العصيان وسيأتي ما اتفق له في عصيانه في فصل المدارس والزوايا في مدرسته التي أنشأها بحلب إن شاء الله تعالى.
[تولية الأمير جلبان عام ٨٤٣ ه]
ثم استقر جلبان (١) في كفالة حلب ، ثم إنه عزل. ولما كان نائب طرابلس وأخذ تغري ورمش طرابلس هرب وأظهر لجيشه أن قصده مقابلة تغري ورمش وأرسل من يكشفه إلى جسر (أرطوسيه). فلما كان في جسر الحديد طلب طريق القاهرة فمر على جسر البحصاص وكان نائب الشام إذ ذاك اينال يخشي من جلبان العرب إلى جهة السلطان فأرسل جماعة ليقفوا له عند درجة نهر الكلب وهو مكان ضيق فجاوز جلبان قبل إدراكه ، ووضع جلبان مركبا في البحر خشية أن يدركه فيذهب في البحر فسار المركب في البحر وهو في البر مقابله إلى الرملة فأقام بها إلى أن أتاه عسكر المصريين.
__________________
(١) جلبان المؤيدي : نائب الشام. كان من مماليك تنبك. واشتراه سودون ثم تنقل في الخدمة إلى أن صار من المقدمين عند المؤيد. ثم حبسه ططر. بعدها أنعم الله عليه الأشراف بتقدمة دمشق فنيابة حماة ثم طرابلس ثم حلب وبقي فيها إلى أن مات عام ٨٥٩ ه. كان أميرا عاقلا ، سيوسا ، وعارفا بمداراة الملوك. (الضوء اللامع : ٣ / ٧٧).