[الحوادث على السنين]
[سنة اثنين وأربعين وثمانمائة]
في يوم الخميس ثاني عشر من رمضان توفي العلامة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بن مقدم (١) بن محمد بن الحسن بن خالد بن حاتم (٢) ابن محمد بن علي البساطي (٣) المالكي. شيخنا قاضي مصر ؛ وكان كتب بخطه الكوفي فظهر أن نسبه لبعض قرى سباط. ومولده في أحد الجماديين سنة ستين وسبعمائة.
واشتغل في فنون وبعد صيته ، وسمع الحديث على عبد الرحمن البغدادي. وقال شيخنا شيخ الإسلام رفيقه (٤) لم يشتغل بالحديث. وكان عرافا بالمعقول والعربية والمعاني والبيان والأصلين ، وصنف فيها تصانيف. وفي الفقه أيضا وناب في الحكم عن ابن عمه جمال الدين لمدة وغيره مدة. فذكره ططر للمؤيد فولاه مشيخة التربة الظاهرية ثم القضاء عقب موت الأقفهسي (٥) في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين فاستمر نحو عشرين سنة متوالية وهو على ولايته.
وعين للقضاء بعده الشيخ عبادة (٦) فامتنع وكان يميل إلى كلام ابن عربي ويجادل
__________________
(١) أغفله ابن العماد في كتابه : (شذرات الذهب : ٧ / ٢٤٥).
(٢) كذا في الأصل. وعند ابن العماد : " غنام" (انظر : المصدر السابق).
(٣) نسبة إلى البساط مسقط رأسه انظر المصدر السابق وعن ترجمته بتوسع انظر : (الضوء اللامع : ٧ / ٥)
(٤) كذا قرأناها.
(٥) جمال الدين بن عبد الله بن مقداد بن إسماعيل قاضي القضاة الأقفهسي. قاضي الديار المصرية ، نشأ بالقاهرة وطلب العلم. برع في الفقه والأصول ...... وأفتى ودرس. كان مشكور السيرة توفي ٨٢٣ ه.
(شذرات الذهب : ٧ / ١٦٠).
(٦) عبادة : زين الدين بن علي بن صالح الخزرجي المالكي. اشتهر باسمه فقط مهر في الفقه والعربية عين للقضاء بعد الدمياطي فامتنع .... ولي التدريس. توفي عام ٨٤٦ ه (شذرات الذهب : ٢٥ / ٢٥٨).