للأيتام تحت يدي. وكان صادقا فحقد عليه بسبب ذلك وأضمر له السوء ثم لما خرج تغري ورمش عن الطاعة وكانت العادة أن القضاة يغيبون ولا يحضرون إلى الخارج عن الطاعة فأراد شيخنا أن يفعل ذلك فجاء إليه بعض الناس وأشار عليه بأن لا يفعل وكان غير مصيب في رأيه ولا أدري هل أشار عليه بذلك خبثا أم لا فأقام شيخنا فبلغ ذلك السلطان فحرك ما كان كامنا عنده. فلما ظفر بمقصوده وقتل تغري ورمش بادر إلى عزله وولى شيخنا القاضي زين الدين أبا حفص عمر بن المبارك الخرزي. وأرسل توقيعه إلى حماة فلزم شيخنا بيته ، وانكف عن الأحكام (١) وأظهر السرور والفرح وقال : أنا كنت في ضيق لأنني كنت مشتغلا عن العلم بالأحكام فلما وصل توقيع ابن الخرزي بالقضاء فرح فرحا زائدا.
وأنشدني القاضي عماد الدين قاضي سرمين في عزله :
إني وإن تهت (٢) في الدنيا بحبكم |
|
وبت من كل واش غير محترز |
فالرب يعلم في سري وفي علني |
|
أني عن الدر لا أعتاض بالخرز |
ومدحه الشيخ خاطر فقال :
يا سيدا نال في العلياء منزله |
|
سمت على فلك العلياء عن زحل |
لا تطلبن المعالي يا ابن بجدتها (٣) |
|
فأنت من قبل تطلاب العلاء (٤) علي |
وله فيه :
أقول لأقوام رووا جود حاتم |
|
وفضل ابن ادريس وقوم تقدموا |
لئن شرعا للفضل والجود مذهبا |
|
فإن خطيب الناصرية يختم |
__________________
(١) عبارة (وانكف عن الأحكام) استدركت على الهامش.
(٢) كذا قرأناها بينما نقلها الطباخ (فهمت) لعل من الصواب ما ذكرنا
(٣) كذا في الأصل. وأيضا نقلها الطباخ هكذا.
(٤) في الأصل : " لعلا". ويتكرر ذلك.